المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, 2025

سواد القلوب

صورة
ليس أقسى على الروح من أن تكتشف أن من أعطيته قلبك، كان يخفي خلف ابتسامته ظلاً ثقيلاً اسمه سواد القلوب ، سواد لا تراه في الأيام الأولى، ولا يفضحه الكلام المعسول، بل تكتشفه عندما يحين وقت الوفاء، فإذا به يتهرب، وإذا جاء وقت ردّ المعروف، إذا به ينكر الجميل وكأنك لم تكن. كنتَ تعطي بلا حساب، تفتح أبوابك في عزّ الليالي المظلمة، تداوي جراحه وتتحمل نزفه وألمه، وتصبر على ما لا يحتمله أحد، فقط لأن العشرة عندك مقدسة، ولأنك صدّقت أن الوفاء ما زال يعيش بين البشر ،    لكنك اصطدمت بالحقيقة المرة : هناك قلوب لا ترى إلا نفسها، لا تحفظ إلا مصالحها، ولا تتذكر إلا ما ينفعها. الخذلان لا يأتي من غريب، الغريب لا يملك مفاتيح قلبك، بل يأتي من أقرب الناس إليك، من أولئك الذين حسبتهم سنداً، فإذا بهم يكسرونك من حيث وثقت ، والقهر ليس في فعلتهم بقدر ما هو في إنكارهم لكل ما كان، كأن العمر الذي مضى معهم لم يكن سوى وهم عابر . وفي النهاية، تفهم أن سواد القلوب لا يزول، وأن من باعك مرة سيبيعك ألف مرة، وأن الطيب لا يخسر حين يعطي، بل الخسارة كل الخسارة فيمن لم يعرف قيمة ما مُنح . الخاتمة :  تعلمت أن الطعنات لا ...

هو اللي خسرني

صورة
كنتُ أظن أن العلاقات تُبنى على الصدق، وأن الوفاء لا يتجزأ، لكنني اكتشفت أن بعض القلوب تعرف الأخذ فقط، ولا تُجيد العطاء ، كنتُ بجانبه في أصعب لحظاته، في بداياته المليئة بالخوف والتردد، كنتُ صوته الداخلي الذي يشجعه حين يسقط، ويده التي ترفعه كلما تعثر ، شاركته أحلامه الصغيرة حتى كبرت، ورأيتُ معه الحلم يتحقق خطوة بخطوة . لكن حين وصل، وحين أصبحت أحلامه واقعًا يعيشه، كان أول ما فعله أن ابتعد ، رحل بصمت، بلا مبرر، وكأن كل ما بيننا مجرد محطة عابرة في رحلته نحو القمة ، كنت المحطة والوقود معاً ، لم يلتفت إلى الأيام التي قضيناها معًا، ولا التضحيات التي قدّمتها بروحي ووقتي ومشاعري له ، هرب، وكأن الهروب أهون عليه من مواجهة حقيقة أنني كنت الأصدق في حياته . كنت أواجهه بعينيّ الممتلئتين بالخذلان، وقلت له :  “بعد   كل   اللي   مرينا   فيه …  ليش   تبعد   عني؟” ابتسم ابتسامة باهتة وأجاب :  “ما   أقدر   أكمل أنا تعبت  …  أنا ابغي نفسي ” .  تلك الكلمات كانت كالسهم ، لم تكن حوارًا عابرًا، بل إعلان هروب، إغلاق لصفحة دون تفسير ، تعب من !! ه...

كنتُ له الحلم حين كان يبحث عن بداية

صورة
  كنتُ له الحلم حين كان يبحث عن بداية، وأصبحتُ بالنسبة له الماضي حين وجد النهاية . أحيانًا نكون لأحدهم كل شيء، نكون اليد التي ترفع، والقلب الذي يحتوي، والكتف الذي يستند عليه في لحظات ضعفه ، نكون البداية التي تمنحه الأمل من جديد، والصوت الذي يهمس له بأن الغد أجمل . كنتُ له الحلم في وقتٍ ضاقت به الدنيا، منحته من روحي ما لم أمنحه لنفسي، وصنعت معه طريقًا لم يكن يومًا ليمشيه بمفرده. كنتُ الصفحة البيضاء التي كتب عليها أولى خطواته، والملاذ الذي احتمى به من ضياع الأيام، كنتُ الجسر الذي عبره بثقة، وهو يعلم أنني لن أترك يده تسقط ، صنعتُ معه بداية كان يتمناها، وحملتُ على كتفي أثقاله حين كان يبحث عن فرصة جديدة للحياة . أعطيته من قلبي بلا حساب، من وقتي بلا مقابل، ومن صبري أكثر مما يحتمل إنسان ، كنتُ أؤمن أن من يمنح بصدق لا يخسر، وأن العشرة لا تُنسى، لكنني اكتشفت أن البعض لا يرى في الحب سوى وسيلة عبور، وفي العطاء سوى خدمة مؤقتة حتى يصل لما يريد ويحلم .  لكن… حين وصل إلى ما أراد، تغيّر كل شيء ، صارت الأيام التي جمعتنا مجرّد تفاصيل باهتة في ذاكرته، وصرتُ أنا بالنسبة له ماضيًا لا قيمة له ، نسي...

النجاح الذي بُني على أكتاف الآخرين

صورة
  النجاح الذي بُني على أكتاف الآخرين ، لا يمنح صاحبه طمأنينة النجاح الحقيقي لا يُقاس بما تملكه من إنجازات أو ما تُظهره للناس من بريق، بل يُقاس بصدق الطريق الذي سلكته، وبالنوايا التي بنيت عليها خطواتك ، قد يظن البعض أن الوصول هو الغاية، فيتسلقون على أكتاف الآخرين، ويستغلون الثقة التي مُنحت لهم، غير مدركين أن النجاح الذي يُبنى على النكران والخداع لا يمنح صاحبه راحة ولا طمأنينة . كم هو مؤلم أن تُعطي من قلبك ووقتك وروحك، ثم تُكافأ بالجحود، وكأنك لم تكن يومًا سببًا في أن يخطو خطوة أو يحقق حلماً ،    لكن الحقيقة التي لا يدركها من نكر، أن النجاح الذي يستند على خيانة العشرة سيبقى ناقصًا، وأن الطمأنينة لا يسكنها إلا من كان وفيًا. إلى من نكر كل شيء… قد تظن أنك بلغت القمة، وأن ما وصلت إليه اليوم هو نجاح تستحق أن تفخر به ، لكنك تعلم في داخلك أن الطريق الذي سلكته لم يكن ملكك وحدك، وأن خطواتك كانت على أكتاف من صدقوا معك وآمنوا بك وكانوا معك    .  أنا لست نادمًا على عطائي، فأنا أعطيت بصدق، وكنت وفيًا كما يليق بالإنسان الوفي، لكن ما يؤلمني أنك اخترت أن تنكر، لتُشيد نجاحك ع...

من خذلك اختار أن يُؤذيك وهو يعلم ذلك

صورة
الخذلان موجع، ليس لأنه نهاية علاقة فقط، بل لأنه يأتي من شخص عرف تفاصيلك، لمس تعبك، شاركك لحظات ضعفك وقوة قلبك ، هو لم يجهل مكانتك عنده، بل كان يعرف جيدًا حجمك في حياته، ومع ذلك قرر أن يؤذيك، ويمضي كأن شيئًا لم يكن. أصعب الخسائر ليست فقدان علاقة، بل فقدان ثقة، وفقدان قلب أحب بصدق ، كيف تُشفى روح أعطت دون حساب، لتُفاجأ بأن من أودعت عنده أمانها هو أوّل من طعنها؟ في النهاية.  نكران العشرة ليس هفوة، بل اختيار، اختيار أن يتجاهل كل ما كان، أن يدفن التضحيات، وأن يُسقط السنين من ذاكرته بسهولة جارحة ، ومن المؤلم أن تعلم أن من كنت تحارب لأجله، لم يحارب لأجلك ولو مرة واحدة ، حتى وعندما عَلِم ما بك وما أصابك بسببه كل الوقت . لكن رغم ذلك، يبقى الخذلان درسًا، يعلّمك أن لا أحد يستحق أن تمنحه قلبك كاملًا إلا من يصونه، وأن من يختار أن يؤذيك وهو يعلم، لا يستحق أن تُرهق نفسك في محاولة تبرير أفعاله ، فالقلوب التي تعرف قيمتك لا تُخذلك، والقلوب التي تُخذلك لم تعرفك أصلًا . تذكّر مهما كان الخذلان قاسيًا، فأن جراحك ليست نهاية الطريق، بل بداية وعي جديد ، فالخذلان يُسقط الأقنعة، ويكشف من كان يستحق ومن كان مج...

بعض الديون لا يمكن ردها

صورة
هناك ديون لا تُقاس بالمال ولا تُسدّد بالأرقام، ديون تنقش في القلب قبل العقل، وتظل شاهدة على مواقف لا تُنسى. ديون من نوع آخر… حين يمدّك أحدهم بصدق مشاعره في وقتٍ كنت فيه منهكاً، أو حين يقدّم لك كتفه لتستند عليه بينما العالم كله أدار لك ظهره. قد تظن أن بإمكانك رد الجميل بكلمة شكر أو موقف عابر، لكنك تكتشف لاحقاً أن ما منحك إياه يفوق حدود الرد ، كيف يمكن أن تعوّض من ضحّى براحته لأجل أن يراك مبتسماً؟ كيف ترد لمن اختار أن يتحمّل وجعك حتى لا تسقط؟ هذه الديون ليست عبئاً، بل شرفاً نحمله بداخلنا، نُكبر به من وهبنا العطاء بلا حساب ، هي ديون لا تُرد لأنها ببساطة خُلقت من التضحية، والإيثار، والصدق… أشياء لا يملكها إلا أصحاب القلوب الصادقة النقية النادرة. عشت في حياتي مواقف كثيرة، لكن هناك لحظات لا تُنسى، لحظات كنت فيها على وشك الانهيار ، شعرت أنني وحيد أمام كل شيء، وأن الطريق أظلم فجأة، وأن الخطوات أثقل من أن أُكملها بسبب كسر خاطري أو خذلان من أحد ظننت انه الأوفى ، وفي تلك اللحظة التي كنت فيها أقرب للسقوط… وجدت من يمدّ لي قلبه قبل يده، من يحتويني وكأنه يقول لي دون كلام : لن   تسقط   وأنا ...

اللي يحبك يحارب عشانك

صورة
الحب مش كلمة تُقال، ولا وعد يُقال في لحظة ضعف، الحب الحقيقي يظهر وقت المواجهة، وقت العواصف، وقت ما تكون الدنيا ضدكم… وتلقاه واقف، ثابت، يواجه العالم عشانك وما يخاف من اوهام اخترعها بنفسه عشان يهرب منك .  اللي يحبك فعلاً ما يختفي لما تضيق بك الدنيا، ما يتخلى لما تصير الأمور معقدة، ما يسكت إذا حد شكك فيك، بل يكون أول من يدافع، أول من يتمسك، أول من يقول : أنا   معاك،   وماراح   أتركك . الحب مو بس لحظات حلوة وسوالف قبل النوم، الحب حرب أحيانًا، حرب ضد الظروف، ضد المسافات، ضد الناس اللي تحاول تفرق، وضد التردد والخذلان . اللي يحبك فعلاً… يحارب حتى لو ما بقي معه أحد، يحارب بصبره، بحضوره، بكلمته، وحتى بسكوته اللي يطمنك إنه موجود. لكن للاسف مش الكل يفهم هالشي… كان يحبها بصدق، يشوف فيها كل شيء حلو بالحياة ، ما شاف غيرها، ولا فكر بيوم إنه يستبدلها ، وقف معاها بكل لحظاتها، وقت كانت تبكي، ووقت كانت تنهار، ووقت الكل ابتعد عنها… هو كان هناك، بكتفه، بصبره، بحنيّته. تحمل تقلباتها، غيابها، وبرودها… وقال لنفسه : يمكن تمر بظرف، يمكن تتغير، بس أكيد راح تلاحظ إني الوحيد اللي ما تخليت عنها ...