هو اللي خسرني
كنتُ أظن أن العلاقات تُبنى على الصدق، وأن الوفاء لا يتجزأ، لكنني اكتشفت أن بعض القلوب تعرف الأخذ فقط، ولا تُجيد العطاء ، كنتُ بجانبه في أصعب لحظاته، في بداياته المليئة بالخوف والتردد، كنتُ صوته الداخلي الذي يشجعه حين يسقط، ويده التي ترفعه كلما تعثر ، شاركته أحلامه الصغيرة حتى كبرت، ورأيتُ معه الحلم يتحقق خطوة بخطوة .
لكن حين وصل، وحين أصبحت أحلامه واقعًا يعيشه، كان أول ما فعله أن ابتعد ، رحل بصمت، بلا مبرر، وكأن كل ما بيننا مجرد محطة عابرة في رحلته نحو القمة ، كنت المحطة والوقود معاً ، لم يلتفت إلى الأيام التي قضيناها معًا، ولا التضحيات التي قدّمتها بروحي ووقتي ومشاعري له ، هرب، وكأن الهروب أهون عليه من مواجهة حقيقة أنني كنت الأصدق في حياته .
كنت أواجهه بعينيّ الممتلئتين بالخذلان، وقلت له :
“بعد كل اللي مرينا فيه… ليش تبعد عني؟”
ابتسم ابتسامة باهتة وأجاب :
“ما أقدر أكمل أنا تعبت … أنا ابغي نفسي ” .
تلك الكلمات كانت كالسهم ، لم تكن حوارًا عابرًا، بل إعلان هروب، إغلاق لصفحة دون تفسير ، تعب من !! هل تعب من ضحى بكل شي ؟ حتى بمستقبله بشبابه ، بوقته ؟ ومن يومها أيقنت أن الحب إذا ما كان صادقًا، ينهار بأبسط العبارات.
اليوم لم أعد أرى خسارته لي كوجع فقط، بل كدرس ، لأني تعلمت أن من يرحل دون سبب لا يستحق أن أبحث له عن عذر، ومن يهرب من الحب لا يعرف قيمته ، نعم، هو اللي خسرني، خسر قلبًا لم يعرف الخيانة، وخسر إنسانًا لم يكن يطلب سوى الوفاء ، تحملت كل شيء بسببه ضحيت وتعبت وخسرت ومرضت ولم اكن اشتكي لكي لا ازعجه ، إذا كانت هناك خسارة فخسارتي في نفسي التي شوهها أمام المغيبين ، الذين لا يعرفون أي شي ، فهو شوهها يكذبه وخداعه لهم وأخذ دور الضحية .
الخاتمة :
قد يظن أن رحيله كان نهاية بالنسبة لي، لكنه في الحقيقة كان بداية جديدة ، بداية لقوة أكبر في داخلي، لبصيرة تميز بين من يستحق البقاء ومن لا يستحق ، أنا لم أخسره… هو من خسرني، وخسارته هذه لن تعوضها أي أحلام يحققها، ولا أي نجاح يعيشه، لأن النجاح بلا من يحبك بصدق، يظل ناقصًا.
مع السلامة 🌷
💙 دمتم بعيدين عن الخسارة دائماً
ونلتقي دومًا على سطور من صدق وإلهام ✨✍️
🍃 إلى لقاء قريب بإذن الله.

تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليق لو أحببت