من خذلك اختار أن يُؤذيك وهو يعلم ذلك



من خذلك اختار أن يُؤذيك وهو يعلم ذلك

الخذلان موجع، ليس لأنه نهاية علاقة فقط، بل لأنه يأتي من شخص عرف تفاصيلك، لمس تعبك، شاركك لحظات ضعفك وقوة قلبك ، هو لم يجهل مكانتك عنده، بل كان يعرف جيدًا حجمك في حياته، ومع ذلك قرر أن يؤذيك، ويمضي كأن شيئًا لم يكن.

أصعب الخسائر ليست فقدان علاقة، بل فقدان ثقة، وفقدان قلب أحب بصدق ، كيف تُشفى روح أعطت دون حساب، لتُفاجأ بأن من أودعت عنده أمانها هو أوّل من طعنها؟ في النهاية. 

نكران العشرة ليس هفوة، بل اختيار، اختيار أن يتجاهل كل ما كان، أن يدفن التضحيات، وأن يُسقط السنين من ذاكرته بسهولة جارحة ، ومن المؤلم أن تعلم أن من كنت تحارب لأجله، لم يحارب لأجلك ولو مرة واحدة ، حتى وعندما عَلِم ما بك وما أصابك بسببه كل الوقت .

لكن رغم ذلك، يبقى الخذلان درسًا، يعلّمك أن لا أحد يستحق أن تمنحه قلبك كاملًا إلا من يصونه، وأن من يختار أن يؤذيك وهو يعلم، لا يستحق أن تُرهق نفسك في محاولة تبرير أفعاله ، فالقلوب التي تعرف قيمتك لا تُخذلك، والقلوب التي تُخذلك لم تعرفك أصلًا .

تذكّر مهما كان الخذلان قاسيًا، فأن جراحك ليست نهاية الطريق، بل بداية وعي جديد ، فالخذلان يُسقط الأقنعة، ويكشف من كان يستحق ومن كان مجرد عابر ، لا تندم على طيبتك ولا على عطائك، فهما صفحتك البيضاء التي لا يملك أحد أن يلوثها ، ‏لو كان خيراً لك لبقى ولو كان محباً لحكى ولو كان مشتاقاً لأتى ، ولكنه يعلم أنك تتأذى بسببه .

لا تهتم يا عزيزي وأمنح قلبك للذي يعرف قيمته، وابتعد عن كل من اختار أن يؤذيك وهو يعلم ، ولا يبالي !! فما خسرتَه ليس حبًا، بل وهماً انكشف ، وما ينتظرك أجمل وأصدق، لأن الله لا يترك قلبًا صادقًا مكسورًا إلا وجبره بلطفٍ يفوق الخيال.


الخاتمة : 

وفي النهاية، من خذلك لم يخطئ عن جهل، بل اختار أن يُؤذيك وهو يعرف تمامًا ماذا يعني ذلك لك ، فلا تبحث عن أعذار له، ولا تحاول أن تُقنع نفسك بأن الأمر كان صدفة أو سوء تقدير ،  الحقيقة أبسط وأوضح : من أرادك كان ليحميك، لا ليكسر قلبك .

تأكّد أن الخذلان لا يُنقص من قيمتك، بل يكشف حقيقتهم أمامك ،  هو امتحان يُعلّمك أن لا تربط سعادتك بوجود أحد، وأن لا تضع عمرك كله في يد من لا يعرف كيف يحافظ عليه ، وأجمل ما في هذا الدرس أنه يمنحك فرصة جديدة لتُعيد ترتيب حياتك، لتضع نفسك أولًا، وتُعطي قلبك فقط لمن يقدّره حقًا ، ومن كنت تظن أنه الرقم الثالث .

لا تُطِل الوقوف على أطلال علاقة انتهت، ولا تُثقل روحك بذكريات لم تُنصفك ،  أدر ظهرك لمن اختار أن يرحل، وامضِ واثقًا أن الله يُهيئ لك من سيُعطيك بلا خذلان، ويصونك بلا جرح، ويُريك أن كل كسرٍ كان طريقًا إلى جبر أعظم بإذن الله .


مع السلامة  🌷

💙 دمتم صادقين وحافظين العشرة 

ونلتقي دومًا على سطور من صدق وإلهام ✨✍️


🍃 إلى لقاء قريب بإذن الله.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

النسيان راحة ونعمة

جعلتني وحيداً بدون أحد

قصة تهز المشاعر