كنت الشخص المؤذي


كنت الشخص المؤذي

أحيانًا نظن أن الأذى يأتي من أناس قساة بطبعهم، لكن الحقيقة المؤلمة أن المؤذي قد يكون شخصًا نحبه أو يحبنا، لكنه اختار أن يؤذي ليحمي نفسه أو ليشعر بقوته أو ليهرب من هشاشته الداخلية ، هذه التدوينة محاولة لفهم نفسية المؤذي… لا لنبررها، بل لنعرف كيف نحمي قلوبنا ونضع حدودًا واضحة بيننا وبين أي أذى.

قد يظن البعض أن الأذى مقصود دائمًا وأن الشخص المؤذي هو شيطانٌ يسير على قدمين، لكن الحقيقة أعقد من ذلك بكثير ، ففي عمق النفسية المؤذية قد تختبئ جروح قديمة، أو عقد لم تُحل، أو حتى لذة مَرَضية في السيطرة وإيلام الآخرين ، هذه التدوينة محاولة لفهم عقلية الشخص المؤذي… لا لتبريره، بل لنفهم كيف نحمي أنفسنا منه . 

الشخص المؤذي ليس بالضرورة أن يكون قاسي الملامح أو صريحًا في أذيته ، أحيانًا يكون ودودًا، محبوبًا، مقنعًا… لكنه يتغذّى سرًا على مشاعر الآخرين ، الشخص المؤذي دائماً يؤذينا بسبب 

عقد نفسية متراكمة: بعض المؤذين عاشوا طفولة مليئة بالإهمال أو العنف، فصار الأذى لغتهم الوحيدة للفهم والتعامل ، ربما من الام اكثر كعدم تقبلها بها في حياتها. 

 حب السيطرة: يستمتع البعض بشعور القوة        حين يرون ضحيتهم تنهار أو تتألم ، وخصوصاً الاشخاص عديمي الشخصية والجبناء . 

إشباع النقص: حين يشعر المؤذي بالدونية، يبحث عن ضحية ليُسقِط فيها ضعفه فيتحول ضعفه إلى سلاح يتباهى به امام الآخرين ، ليخبر من حوله انه قوي وله شخصية  ، أحيانًا لا يدرك المؤذي أن تصرفاته مؤذية ، فيكررها بلا وعي أو ضمير حي .

بعض المؤذين عاشوا دور الضحية يومًا، ثم تحوّلوا جلادين انتقامًا من ماضيهم  ، ويخفي بداخله خوفه من الهجر ، بعض المؤذين يؤذونك قبل أن يعتقدوا انك سوف تهجرهم ، كأنهم يستعجلون خسارتك ليشعروا أنهم مسيطرون على النهاية المزعومة ، كثيرون يجرحون غيرهم فقط ليشعروا بأنهم أعلى شأنًا ، يحطّمونك ليشعروا بعلوٍ زائف ، ربما بسبب علاقة فاشلة في السابق ، البعض يرى في الأذى وسيلة ليعوض إحساسه أنه غير كافٍ ، نعم، هناك من يجد متعة مَرَضية في رؤية انكسارك ، يراقبك وأنت تتحطم…

بعض المؤذين يظنون أن الأذى نوعٌ من الحماية  «أجرحك قبل أن تجرحني» ، بعضهم يرى في الأذى وسيلة للسيطرة والتحكّم والشعور بالقوة. 

وآخرون لا يرون أنفسهم مؤذين أصلًا، لأنهم يلبسون قناع الضحية دومًا.وبعضهم ببساطة لا يعرف الحب إلا مشوهًا، لأنهم كبروا بين قسوةٍ وظلام ، وعلاقات متكررة. 

الأذى لا يحمي من نحبهم… بل يبعدهم عنا حتى لو بقوا أحياء في الذاكرة.


 الخاتمة : 

المؤذي ليس دائمًا شريرًا بطبعه، لكنه اختار أن يكون كذلك بقسوته، أو بصمته، أو بتلاعبه ،سامح إن شئت، لكن لا تسمح لأحد أن يقتطع من عمرك وكرامتك شيئًا اسمه «عذرًا له» ، الأذى لا شفاء له إلا حدود واضحة ورحيل صادق ، خلة يجرب غيرك لكي يعلم انه بهذا الشيء فقد نفسه وفقدك للأبد.

إن كان في حياتك مؤذٍ… سامح نفسك على بقايا الحب… وامضِ دون أن تلتفت


مع السلامة  🌷

💙 دمتم بعيدين عن الأذى 

ونلتقي دومًا على سطور من صدق وإلهام ✨✍️


🍃 إلى لقاء قريب بإذن الله.


تعليقات

  1. أحيانًا أكثر الناس حاجة للعلاج هم أولئك الذين يؤذون غيرهم دون وعي، فهم يعيدون تمثيل ألمهم القديم… ومع ذلك، لا أحد يستحق أن يكون ساحة لتجارب شفاء الآخرين. 👍🤍

    ردحذف
  2. المؤلم أن بعض المؤذين لا يدركون أنهم كذلك، يظنون أنهم يتصرفون بدفاع مشروع عن أنفسهم، لكنهم في الحقيقة ينقلون الألم من داخلهم إلى الآخرين.👌

    ردحذف
  3. هذه التدوينة تذكّرنا بأن الحب وحده لا يكفي، فحتى من نحبهم يمكن أن يؤذونا إن لم نعرف كيف نحمي أنفسنا منهم دون قسوة أو انتقام 🌷

    ردحذف

إرسال تعليق

اترك تعليق لو أحببت

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

النسيان راحة ونعمة

جعلتني وحيداً بدون أحد

قصة تهز المشاعر