جعلتني وحيداً بدون أحد
ما أقسى أن تضع قلبك بين يدي شخصٍ كنتَ تراه سندك وأمانك، ثم يفاجئك بالخذلان ويرحل دون سبب، وكأن كل العشرة لم تكن، وكأن كل لحظة صدق ووفاء طيّ النسيان ، جعلتني وحيداً بدون أحد، وأنت كنت تعرف أنني لم أعرف للحياة طعماً إلا بوجودك .
كم مرة وقفتُ إلى جوارك حين كان الجميع بعيدين؟ كم مرة آثرتك على نفسي واعتبرت سعادتك قبل سعادتي؟ ومع ذلك، اخترت أن تهرب، اخترت أن تغلق الأبواب في وجهي، وتركتني أُصارع وحدتي وأسئلة لا تنتهي : لماذا؟ وما الذي كان ينقصك؟ .
لماذا تعمدت ان تتلاعب بنفسيتي ، لماذا حمّلتني ردة فعلي وانت لا ترى أبداً سلوكك المؤذي الذي دائماً ما يستفزني كل يوم ويجعلني أكون شخص آخر .
الخذلان منك لم يكن عادياً، بل كان طعنةً غائرة، لأنك كنت الأقرب إلى قلبي ، لم أكن أحتاج منك أكثر من كلمة صدق، أو تفسيرٍ لما فعلت، لكنك فضّلت الغياب، فضّلت أن تتركني أواجه مرارة الوحدة وكأنني لم أكن يوماً شيئاً في حياتك .
لقد رحلت بلا عذر، وبلا مبرر، تاركاً خلفك قلباً يتساءل وجرحاً لا يلتئم ، لم تفكر أن في غيابك لم يبقَ لي أحد، وأنك أخذت معك نصف روحي وتركت النصف الآخر يتيماً .
واليوم، أكتب هذه الكلمات لا لأعاتبك فقط، بل لأقول إن الوحدة التي تركتني بها أثقل من أي شيء، وأن الهروب لا يمحو الذكريات، بل يتركها تلاحقك كما تلاحقني .
لم يكن وجعي في رحيلك فقط، بل في أنك اخترت أن تتركني بلا سبب ، جعلتني أعيش وحدة لم أستحقها، وتركتني أواجه فراغاً لم يكن لي مكان فيه ، تذكّر دائماً : لم أخذلك يوماً، لكنك أنت من خذلتني حين كنت لك الأمان ، وكنت أنت المستفز .
قد تظن أن رحيلك أسقطني، لكن الحقيقة أنني ما زلت واقفاً رغم كل ما فعلت ، غير أن ما لن يُمحى أبداً هو أنك كنت السبب في وحدتي، وأنك اخترت الهروب بدل المواجهة ، لا تنكر أنني كنت لك الكل، ولا تتجاهل أنك بخذلانك لي جعلتني وحيداً بلا أحد ،
ويبقى السؤال الذي سيلاحقك دائماً : هل كان يستحق الأمر أن تخسر من أحبك بصدق؟ .
رحيلك لم يتركني خائفاً منك، بل تركني خائفاً من كل شيء ، جعلتني أشك في معنى الوفاء، وأتساءل إن كان الصدق في هذا الزمن خطيئة ،لم تتركني فقط بلا حضورك، بل نزعت من قلبي الطمأنينة التي زرعتها بيديك ثم دهستها برحيلك .
الخاتمة :
قد تنسى ما فعلت، لكن قلبي لن ينسى أنك اخترت أن تهرب من يدي التي أمسكت بك في أشد لحظات ضعفك ، لم أطلب منك أكثر من أن تبقى، لكنك اخترت أن تتركني في منتصف الطريق، وحيداً، محاطاً بأسئلةٍ لن تجد لها إجابة .
وإن كان لابد أن تعلم شيئاً، فهو أنني لن أكون كما كنت بعدك ، فقد كنتَ أكثر من شخص في حياتي، وكنتَ الفراغ الذي تركته بعدك أكبر من أي شيء ، والخذلان الذي غرسته بداخلي… سيبقى شاهداً عليك .
مع السلامة 🌷
💙 دمتم مخلصين للعشرة
ونلتقي دومًا على سطور من صدق وإلهام ✨✍️
🍃 إلى لقاء قريب بإذن الله.

تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليق لو أحببت