قصة تهز المشاعر


اللي تركك اختار البعد عنك

قصة تهز المشاعر : اللي تركك اختار البعد عنك



في بدايتها، كانت القصة مثل أي حكاية حب ناضجة… نظرات خجولة، رسائل تمتليء دفئ، ووعود تُبنى على لهفة قلبين التقوا في وقت ظنّوا فيه أن الدنيا خلقت لهم وحدهم.

كانت تحبه… أو على الأقل، هذا ما قالته مرارًا له 

وكان يصدق طبعاً … أو ربما كان يتغافل عن التفاصيل الصغيرة التي كانت تشير إلى النهاية.


كان حضوره في حياتها شي مختلف، جعلت من العادي احتفال، ومن اللحظات العابرة ذكرى لا تُنسى ، أعطاها من وقته ، من قلبه ، من روحه ، حتى ما عاد يملك لنفسه إلا بقايا ، كان يُحب بعُمق، وهي كانت تتعامل معه وكأنه دائمًا موجود، دائمًا سيبقى.

لكن في لحظة ما، بدأت تتغيّر…

لم تعد تنتبه حين يتكلم، ولم تعد تسأل كيف حاله ، ولا تلتفت حين تنكسر ملامحه بصمت.

كان يراها تبتعد، ببطء، دون أن تودّع.

كان يبذل ويقاوم ويحاول، وهي تختار الصمت، تختار الغياب، تختار البعد عنه كل يوم أكثر .


كانت قصة حب… ثم انسحاب بدون سبب !! 

كان يحبها بصدق، من أول لحظة لمح فيها ملامحها، عرف إنها ليست عابرة…

كانت مختلفة، ليس بجمالها فقط، لكن بحضورها، بطريقة كلامها، بابتسامتها اللي تسبق كلامها.

أعطاها من قلبه كل اللي يملك…

كان حاضر في كل تفصيل من تفاصيلها، يعرف مزاجها من نبرة صوتها، ويحس بحزنها من صمتها،

يخاف عليها من الدنيا، ويحاول يكون لها “البيت” وقت ما الكل صار غريب عنها وكان يشاركها أحزانها ومشاكلها مع من حولها وكان داعماً لها في مسيرتها التعليمية بكل تفاصيلها وكان يحضر معها حتى امتحاناتها ، سنين من الحب، من الاهتمام، من التضحيات ، لكن فجأة، وبلا مقدمات… تغيّرت.

بردت، قلت رسائلها، صار حضورها غائب، وضحكتها فيها شيء ما يشبهها.

سألها:

“في شي؟ صاير لك شي؟”

ردّت بابتسامة باهتة :

“لا… كل شي تمام ” .

لكنه كان يعرف…

اللي بين قلبين ما ينقال، يُحس .

وكان يحس إنها قاعدة تبتعد، بهدوء، وكأنها تنتظر لحظة الانسحاب  والهروب الكبير .

 “حاول يفهم ليش؟ وش اللي تغيّر؟”

قالها وهو يحاول يتمسك بآخر خيط.

 “ردت عليه بكل نكران ما أعرف… بس قلبي مو مثل أول ، يمكن أنا محتاجة أعيش بطريقتي ، ومع نفسي”.

“أجابها بس أنا عطيتك كل شي… كنت دايم موجود”!

قالها بصوت وهو مخنوق .

 “بكل برود قالت وأنا ما أطلب منك تعذرني… بس أتمنى تفهم اللي انا فيه ” . 

قالتها ومشت، وكأنها ما كانت يومًا عنوان قلبه.


وبعدها اخترعت قصة حتى اقرب من حولها لم يصدق ما قالت واتهموها  بالكذب ولكنه صبر وقال لعلى وعسى أن تفهم وتعقل. 

وفعلًا…

في يوم، وصلت رسالة قصيرة:

“أنا آسفة، بس ما عاد أقدر أكمّل ، يمكن أنا اتغيّرت… ويمكن ما عاد أحس بشي اتجاهك ” . 

يا لقساوة قلبها كأنها نزعت قلبه من مكانه، بكل بساطة ،كأن اللي بينهم كان مجرد وقت وانتهى.

حاول وحاول ان يعاتبها…

بعد الفراق…

جلس طويلًا يحاول يفهم وين الغلط !!

هل أخطأ لما حبها أكثر من نفسه؟

هل غلط لما أعطاها كل شيء بدون حساب؟

بس الحقيقة كانت وحدة…

هي اختارت البعد، واختارت تترك وبدون سبب مقنع.

اللي يحب، ما يتخلى، ما ينسحب وقت التعب، ولا يبرد وسط الحريق.

هو كان يحب، وهي… اختارت الرحيل .


لكن الوقت يمضي ، ومثل ما يكشف، يداوي.

وبعد شهور من الألم والتعب والقهر والحسرة والندم على ضياع أحلى ايام حياته ، قام من جديد .

صار أقوى من قبل ، أهدأ، أوضح .

ما عاد يشوفها كـ “نهاية العالم” ، صار يشوفها كدرس : مش كل حب نعيشه يستحق نبقى فيه ، 

ولكن بعد تعب فهم أن اللي يختار البعد، ما يستحق السؤال والتعب .

وبعدها فهم ان أشد وجع أن يختارك الحنين، ويختارك الوفاء، ويختارك الصدق… ويختارك من أحببت في البداية أن لا يختارك في النهاية.

هي لم تُخطف منه، ولا ضاعت بالصدفة…

هي اختارت أن تبتعد، اختارت أن تترك، اختارت أن لا يكون ، وفي هذا الاختيار، اختصر كل الحكاية.

فما عاد يحق له أن يُعاتب، ولا أن ينتظر.

لأن اللي يتركك، ما انتخذ منك غصب…

هو قرر، وبإرادته، يكون بعيد.


الخاتمة :

الحب الحقيقي لا يهرب حين تشتد الأيام، لا يبرد إذا تعبنا، ولا يخذل إذا احتجناه ، فالذي اختار البعد، ما كان قلبه معك من البداية ، والذي تركك، لا يستحق منك دمعة، ولا حنين، ولا حتى سؤال .

سامحه في قلبك، لكن لا تنسى ما فعل بك  .

وتذكر  دائمًا :

في ناس تمر بحياتك “حب”…لكن ما كانت “قدّ” الحب اللي عطيتهم اياه .


اللي تركك،ما كان غصبًا عنه ،كان قراره ومن فتره بعد، فلا تعاتب، ولا تركض ورا أحد اختار يكون بدونك ،الحب ما ينهزم، إلا إذا كان من طرف واحد…

واللي يتركك، ما يحبك، لو مهما قال.

الخسارة الحقيقة مش فراقهم، الخسارة إنك تغفل عن قيمتك بسببهم ،وانت اليوم أقوى، لأنك واجهت وجعهم، وقومت نفسك من بعدهم.


مع السلامة  🌷

💙 دمتم مخلصين مضحين للحب

ونلتقي دومًا على سطور من صدق وإلهام ✨✍️


🍃 إلى لقاء قريب بإذن الله.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

النسيان راحة ونعمة

جعلتني وحيداً بدون أحد