الدنيا دوّارة.. كما تُدين تُدان
في الحياة، لا تُغلق الأبواب إلى الأبد، ولا تبقى الموازين مختلّة إلى ما لا نهاية…
قد يظلمك أحد اليوم، لكن تأكّد أن الأيام تحفظ الدروس جيدًا، وتُعيدها بطريقةٍ لا يتوقعها أحد .
كنت أظنّ أن طيبة القلب تُنقذ، وأن الصدق يُقدَّر، وأن الوفاء كفيل بأن يجعل الناس تُنصفك ، لكنّي تعلّمت بالطريقة الأصعب أن الدنيا لا تترك أحدًا دون حساب ، وأن الظلم في العلاقات لا يضيع مهما طال الزمن .
تعلمت دائماً أن الصدق يُكافأ بالصدق، وأن الوفاء يُقابل بالوفاء، لكنّي اكتشفت أن الواقع لا يشبه النوايا، وأن الطيبة في زمنٍ قاسٍ كثيرًا ما تُفسَّر ضعفًا.
ظُلمت حين أحببت بصدق، وأُهملت حين كنت الأوفى ، وذُبحت بكلمةٍ من شخصٍ كنت أراه الحياة ،
ومع ذلك، لم أردّ الأذى بأذى ، اكتفيت بالصمت مراراً ، وبثقةٍ كبيرة أن الأيام لا تترك دينًا في رقبة أحد ما في هذه الحياة .
تعلمت أن من خذلني سيُذَاق طعم الخذلان ، ومن استهان بوجودي سيعرف يومًا قيمة الغياب ،
ليست شماتة ، ولكنها عدالة القدر ، حين يعيد المشهد ذاته ، ولكن بتبدّل الأدوار .
سيأتي اليوم الذي يشعر فيه كل من ظلمني بما شعرت به ، وسيتذكرني حينها دون أن أنطق بكلمة .
تعلمت أن الله حين يسكت ، لا يعني أنه غافل ، بل يُمهل ليكشف كل شيء في وقته المناسب .
فليطمئن قلبي ، فالدنيا تدور… وما يفعله الناس اليوم ، سيعود إليهم غدًا، مضاعفًا كما فعلوه بغيرهم .
ظُلمت حين صدّقت، ووجعت حين وثقت، وأُنهكت حين كنت أقدّم من قلبي وهم لا يرون إلا مصلحتهم ، كانوا يظنون أن رحيلهم سيكسرني ، وأن خذلانهم سيمحو ما كنت عليه ، لكن ما لم يفهموه أن الألم يصنع منك نسخة أقوى، وأهدأ، وأصدق في النظر للأشياء.
لم أعد أعاتب أحدًا، فالأيام ستفعل ذلك عني ،
اللي قسى ، سيُقسى عليه ، واللي نسي ، سيُنسى ، واللي جعلني أبكي يومًا ، سيذوق طعم الدموع يومًا ما.
كُل ما أتمناه ليس الانتقام ، بل الإنصاف من الأيام ، لأنها حين تدور لا ترحم، تضع كل شخص أمام مرآة أفعاله دون أن يحتاج أحد للكلام .
تعلمت أن السكوت ليس ضعفًا، بل إيمانًا بأن الله أعدل من أن يترك الظلم بلا جزاء .
فليطمئن قلبي ، وليطمئن كل من انكسر في طريقٍ كان يظنه حبًا ، أن العدالة وإن تأخرت فهي قادمة ، وأن ما يُزرع في القلوب يُحصد يومًا ما.
الخاتمة :
لن أكره أحدًا، لكنّي لن أنسى…..
وسأترك كل شيء لربٍّ يعلم كم مرة ظلمت ، وكم مرة سامحت ، وكم مرة قلت “ لا بأس ” وقلبي يئنّ بصمت ، وحين تعود الأيام لتُعيد الحساب ، سأكتفي بنظرة هادئة نحو السماء وأقول :
سبحان من لا يُنسى له حق ، ولا يُترك عنده ظالم دون حساب .
أنا لم أطلب من أحد أن يُدفع الثمن ، فقط تركت الأمر للسماء ، وهي أصدق من كل وعود البشر ،
وسيأتي ذلك اليوم… الذي يسمع فيه من ظلمني صدى كلماته وهي تعود إليه ، موجعة كما أوجعتني ،
وحينها ، لن أفرح ، بل سأبتسم بهدوءٍ وأقول:
“يا الله ما ظلمت أحدًا ، فقط تركت الدنيا تُنصفني” .
مع السلامة 🌷
💙 دمتم واثقين بعدالة الله
ونلتقي دومًا على سطور من صدق وإلهام ✨✍️
🍃 إلى لقاء قريب بإذن الله.

كل فعلٍ نزرعه يعود إلينا، مهما أخفاه الزمن خلف المظاهر. لذلك، لا تندم على طيبتك ولا تُحزن على خذلانك، فالأيام كفيلة بإعادة التوازن، وستُريك بنفسك كيف يُردّ لكل إنسان ما صنعه بيده 🩵✨️🌷
ردحذفتتعجل ردّ الجميل أو القصاص، فالحياة لديها طريقتها الخاصة في إعادة الأدوار. قد تُظلم اليوم، وقد يُساء فهمك، لكن صدّقني، سيأتي اليوم الذي تُعرض فيه القصة ذاتها من منظورٍ مختلف، وسترى العدالة تمشي على مهل، ولكن بخطى ثابتة. 👍🌸
ردحذف