لا أعاتب سوى من يهمني

لا أعاتب سوى من يهمني

لا أعاتب سوى من يهمني

فإن انتهى عتابي ، فاعلم بأن أهميتك انتهت عندي


لم أكن يومًا من هواة الجدال ولا من عشاق كثرة الكلام ،لكن حين كنت أعاتبك ، كنت أُخرج من داخلي خوفًا أن أفقدك، لا غضبًا منك.

كنت أعاتب لأنك كنت تهمّني ، لأنك لم تكن شخصاً عابرًا في حياتي ، بل كنت الجزء الأجمل منها .

كنت أعاتبك حتى لا تبتعد بيننا المسافة، وحتى تبقى الروح قريبة رغم كل ما حدث .

كنت أظن أن العتاب يُصلح ، أن الكلمات حين تخرج بصدق ، تلمّ ما انكسر ، لكنني أدركت متأخرًا أن بعض القلوب لا تفهم العتاب إلا ضعفًا ، ولا ترى وراءه سوى رغبة في البقاء بأي ثمن .

كم من مرة تحدثت وشرحت وكنت أبحث عن ذرة اهتمام منك ، وكم مرة انتهى عتابي بدمعة في صدري ، لا يراها أحد الا الله وسواي .

كنت أحاول أن أرمم ، بينما كنت أنت تمضي وكأن شيئًا لا يعنيك .

وحينها فقط فهمت أنني كنت أعاتب جدارًا صامتًا لا يسمع ولا يشعر .

ضِعت في محاولاتي ، وأرهقت نفسي وأنا أبحث عن سبب يبرر برودك وهروبك ونكرانك ، حتى استيقظت على حقيقة مؤلمة:

أنني كنت أضيع وقتي في معركة بلا خصم ، وفي حبّ بلا حياة.

الآن، لم أعد أعاتب أحدًا.

تعلمت أن من يهمه أمري لن ينتظر أن أشرح ، ومن يحب حقًا لن يجعلني أصل إلى لحظة الصمت .

فالسكوت لم يعد ضعفًا، بل صار لغة النضج بعد كل الخيبات.

وإن مرّ بك اسمي يومًا، فتذكّر فقط :

أنني كنت أعاتبك لأنك كنت كل شيء ، وحين صمتُّ ، كان صمتي إعلان النهاية التي لم تتوقعها ، نهاية لحبٍّ مات وهو لا يزال في القلب حيًّا.

فانتهى العتاب… وانتهت معه أنت، وكل ما كان .


الخاتمة :

وفي نهاية كل عتابٍ لم يُثمر ، أدركت أنني كنت أقاتل لأجل من استسلم منذ البداية .

فأغلقت قلبي بصمت ، ومضيت بخطوةٍ خفيفةٍ نحو راحتي ، تاركًا خلفي حبًّا لم يعرف كيف يُحافظ عليّ .

ما كنت أظن أن يوماً سيأتي وأطفئ فيه شغفي بك ،

لكن يبدو أن العتاب حين يطول ، يقتل آخر ما تبقى من الحب .

فانتهت الحكاية كما لم يتوقع أحد… بهدوءٍ يشبه موت الأشياء الجميلة .

لم أعد أعاتب، لأنني لم أعد أحتاج لتبرير الغياب ولا تفسير البعد.

من يعرف قيمتي ، لن يجعلني أصل إلى هذا الصمت ،

ومن فقدني… فليدرك أنه خسر قلبًا لم يتكرر .


مع السلامة  🌷

💙 دمتم محبين بعيدين عن العتاب

ونلتقي دومًا على سطور من صدق وإلهام ✨✍️


🍃 إلى لقاء قريب بإذن الله.

تعليقات

  1. ما أوجع أن يتحول الخوف من فقدانك إلى راحة في غيابك.

    ردحذف
  2. "أصدق أنواع العتاب هو الذي يأتي من خوف الفقد، لا من رغبة الانتصار

    ردحذف

إرسال تعليق

اترك تعليق لو أحببت

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

النسيان راحة ونعمة

جعلتني وحيداً بدون أحد

قصة تهز المشاعر