من يرحل عنك هو من وعدك بالبقاء دائماً
يقال إن الوعود خُلقَت ليكسرها البعض، لكني كنت أظنك مختلفاً…كنت أظنك الصدق في زمن الخداع، والدفء في فصول البرد القاسي .
كل تفاصيلك كانت تقول إنك البقاء الذي وعدتني به، وإنك آخر من يمكن أن يخذلني .
لكن يا للأسف، كنت أول من أدار ظهره ومضى .
رحلتَ وكأن شيئاً لم يكن، وكأن كل تلك الليالي التي جمعتنا، وكل الحروف التي قلتها، كانت مجرد عابرة سبيلٍ لا ذاكرة لها .
تركتني غارقاً في الأسئلة، أفتّش في ملامحك القديمة عن تفسير، عن سبب، عن أي شيء يبرر هذا الغياب.
لكني لم أجد سوى صدى وعدك البالي يردد في أذني: “أنا باقٍ مهما حدث ” .
ما أقسى أن يخذلك من جعلته وطنك، أن يرحل من أقنعك أن الفقد لن يطرق بابك أبداً .
كنتَ الأمان في عينيّ، والآن صرتَ السبب في وجعي ،
تركتني أتعلم أن البقاء لا يُقاس بالكلمات، بل بالفعل ، وأن بعض الوعود خُلقت فقط لتخدّرنا قبل الوجع.
عتبي عليك لا ينتهي، لأنك كنت الأقدر على أن تبقى، ومع ذلك اخترت الرحيل .
كنت تملك أن تُكمل الحكاية، لكنك فضّلت أن تتركها ناقصة، تُوجعني كلما قرأتها في ذاكرتي .
ورغم كل ما فعلت، ما زال في قلبي شيء منك…
ليس حباً كما كان، بل وجعاً ناعماً يذكرني أن الصادقين لا يُنسَون بسهولة .
الخاتمة:
تعلمت منك أن الوعود لا تصنع الوفاء، وأن من يقسم بالبقاء هو أول من يجهّز طريق الرحيل .
ومنذ رحيلك، صرت أخاف كل من يعدني بالبقاء…
فقد أدركت أن أكثرهم إخلاصاً في كلامه، هو أول من يرحل عند أول اختبار .
مع السلامة 🌷
💙 دمتم محافظين على عهودكم
ونلتقي دومًا على سطور من صدق وإلهام ✨✍️
🍃 إلى لقاء قريب بإذن الله .

ما أقسى أن تشتاق لمن كان السبب في وجعك 🌷🤍
ردحذف