أكلوا ونكروا



بين السطور



كانوا يقتربون وكأنهم عطشى، يشربون من نبع صدري كل دفء، ويأخذون من قلبي كل ما فيه من حب وصدق ، يلتهمون أيامي وأوقاتي وكأنها حقهم المسلوب ، ثم حين شبعت أرواحهم… تركوني جائعًا لوفائهم .

لم يكتفوا بالرحيل ، بل فرّوا وكأنهم لم يعرفوني يومًا، تظاهروا بالنسيان والصمت لكي يشعرونني بأنني لا أعني لهم شي ، باعوا الحكاية التي جمعَتنا في سوق الكذب والادعاء ، كانوا يتحدثون عن الوفاء أمام الناس في كل مكان وكل درس ، وكانت اغلب محاورهم عن الحب والوفاء والتضحية ، بينما في الخفاء يقتاتون على مشاعري ويستنزفونها بلا رحمة.

أكلوا من صحن قلبي حتى لم يبقَ فيه شيء لي ، ثم رمَوه جانبًا حتى الفتات لا يوجد فيه ، كأنني لم أكن سوى محطة واستراحة في طريق أطماعهم ،  لم أرَ منهم سوى وجهين… وجهٍ أمامي مليء بالابتسامات، ووجهٍ خلفي مليء بالخيانة .

وأن قلبي رغم ما حدث له ، سيظل نظيفاً يعطي ، لكن هذه المرة… لمن يستحق .


الخاتمة : 

تعلمت أن من يأكل من خيرك وينكر فضلك ، هو شخص فقير الأخلاق ، ولو امتلك الدنيا كلها. 

تعلمت أن من يأكل من خيرك وينكر فضلك، لن يشبع أبدًا، ولن يعرف طعم الوفاء، أما أنت فلا تخف من قسوة الهروب ونكرانهم، فكل من هرب وخان هو درسك في الحياة، ليعلمك كيف تحمي قلبك، وكيف تختار من يستحق أن يبقى على مائدتك .


هناك من يسرق منك لقمتك… ثم يتهمك بالجوع، ومن ينهل من قلبك… ثم يرحل وكأنك لم تُطعِمه يومًا .


مع السلامة  🌷

💙 دمتم صادقين في المشاعر 

ونلتقي دومًا على سطور من صدق وإلهام ✨✍️


🍃 إلى لقاء قريب بإذن الله.



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

النسيان راحة ونعمة

جعلتني وحيداً بدون أحد

قصة تهز المشاعر