رسالة عتاب



بين السطور


 رسالة عتاب: تجاهلتني وأنا بأمسّ الحاجة إليك…


إليك يا من كنت أظنه الأمان وقت الخوف، والسند وقت التعب… إلى من كنت أبحث في صوته عن طمأنينة، وفي وجوده عن حياة…

لم أكتب لك لأعاتبك فحسب، بل لأفرّغ وجعًا ما عاد يسع قلبي… تجاهلتني في الوقت الخطأ، في اللحظة التي كنت أحتاجك فيها أكثر من أي وقت مضى .

كنت أتمنى حتى وجودك الصامت ، كنت أحتاجك تضمني بكلمة ، أو حتى نظرة تفهمني دون شرح ، لكن الذي حصل كان عكس كل ما توقعت ، عكس كل ما بنيته في قلبي من طمأنينة وثقة بك .

كنت أظن أن العلاقة التي بيننا أكبر من التجاهل ،

وأقوى من الغياب ، وأصدق من الهروب وقت الضعف… كنت أظنك ستلاحظ، ستسأل، ستقترب…

لكن للأسف، لقيتك تختار أن تبتعد، أن تصمت، أن تتركني أواجه وحدي .


هل كان كثيرًا أن أطلبك بجانبي رغم ما فعلته لك ؟

هل كنت عبئًا ثقيلًا عليك طول هذه الفترة ؟

أم أنني كنت مخطئًا في فهم دورك في حياتي؟

لا أدري… لكن ما أعلمه جيدًا أنني شعرت بالخذلان منك ، خذلانًا لم يجرحني فقط ، بل كسر شيئًا في داخلي كنت أظنه لا يُكسر .

أنا لا أعاتبك لأنك غبت ، بل أعاتبك لأنك تجاهلت ،

لأنك اخترت أن تكون بعيدًا حين كنت أختنق…

لأنك رأيت انكساري بصمت ، ولم تمدّ يدك لي ، لم تقترب ، ولم تهتم حتى بما حصل لي امام عينك .

أنا لا أريد تبريرات ، ولا أعذارًا مكررة ، كل ما أردته كان منك، أنت، كما أنت، لا أكثر .


لكن يبدو أن البعض يختار الغياب حين تشتد الحاجة إليهم ، ويختار أن يختفي حين يُنتظر منه الحضور .

وهذا ما فعلته أنت… فهل ستفهم حقًا حجم هذا العتاب؟ أم سيضيع بين صفحات الإهمال كما ضعت أنا وأظن أنك أيضاً ضعت ؟ .


الخاتمة : 

وفي نهاية رسالتي ،لا أكتب لأُحمّلك الذنب ، ولا لأستجدي حضورك ، بل لأخبرك أن لحظات الاحتياج لا تُنسى ، وأن الغياب في وقت الوجع يترك أثرًا لا يُشفى منه بسهولة مهما كان العذر .

ربما تسير الأيام وتمضي الحياة ،لكن في قلبي علامة باقية : أنك كنت الغائب حين كنت الأَولى بالحضور .

ومن تلك اللحظة، تغيّر شيء في داخلي…

فلم أعد أرى الأشياء كما كانت ، ولا عدت أراك كما كنت أيها المزيف أمامي .


أحيانًا، العتاب الأخير يكون بداية الصمت الأبدي…


مع السلامة  🌷

💙 دمتم الأمان لحبكم وصادقين 

ونلتقي دومًا على سطور من صدق وإلهام ✨✍️


🍃 إلى لقاء قريب بإذن الله.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

النسيان راحة ونعمة

جعلتني وحيداً بدون أحد

قصة تهز المشاعر