راحت سنين من عمري
راحت سنين من عمري وأنا أضع قلبي بين يديك، أقدّم لك روحي بلا حساب، أضحي بسعادتي كي لا ينقص من فرحك شيء ، تحملت فوق ما أطيق، فقط لأنني صدّقت أن الحب يعني أن أبقى مهما كان الثمن.
كنتُ أظن أن الوفاء سيجعلني غالياً في عينيك، وأن التضحية ستردّ لي قدراً من الحنان… لكنك في النهاية نظرت في عيني وقلت الكلمة التي هدمت كل شيء : “ما أقدر أكمل معك… هو مش غصب ” !!
تلك العبارة الباردة ما زالت تتردّد في أذني، كطعنة لا يزول أثرها ، كيف استطعت أن تختصر كل السنين في جملة؟ كيف سهل عليك أن تمحو تضحيتي، وتتركني أواجه خوفي ووحدتي؟ .
تعلمت أن القلب حين يعطي فوق طاقته، ينهك نفسه قبل أن يُنهكه الآخرون ، وتعلمت أن بعض البشر يأخذون كل شيء، ثم يرحلون وكأن شيئاً لم يكن ، وتتغير اشكالهم ومناظرهم وكل شي فيهم .
لكنني رغم وجعي، أؤمن أن ما ضاع مني لم يضع عند الله فهو أعلم بكل شئ ، وأن عمري الذي مضى في حبٍ لم يقدَّر من شخص كان همّه الكسب والوصول لما كان يخطط له ، وبعدها يهرب لشخص آخر لكي يستعرض ويشعره انه تعب وضحى ووصل بنفسه بدون تضحية من الاخرين وهو لم يفعل اي شي أبداً ، أنا على يقين ان الله سيعوضني بفرحٍ لا يخيب أبداً .
الخاتمة :
وفي النهاية… أدركت أن من لا يقدّر وجودي لا يستحق خسارتي، وأن التضحية التي ذهبت لغير أهلها ليست خسارة، بل درس علّمني أن أضع قلبي حيث يجد مكانه الصحيح ، بعيداً عن وجوههم المتعددة التي كانوا يلمحون بها طول الوقت .
لقد راحت سنين من عمري، لكنها لم تذهب هدراً، فقد صقلتني، وقوّتني، وجعلتني أميز بين من يستحق البقاء ومن كان مجرد عابر طريق ، ومن قال لي: “ما أقدر أكمل… هو مش غصب”، أقول له اليوم: نعم، لم يكن غصباً، ولم يكن قدراً أن أبقى في حياة غادر لم يجد بي قيمة بعد ما أخذ ما يريد مني وبالكامل ، أنا أستحق أجمل منه وأفضل ، وأستحق حباً يرى في وجودي حياة، لا عبئاً ولا مصلحة .
مع السلامة 🌷
💙 دمتم صادقين في مشاعركم للآخرين
ونلتقي دومًا على سطور من صدق وإلهام ✨✍️
🍃 إلى لقاء قريب بإذن الله.

تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليق لو أحببت