خاب ظني فيك





خاب ظني فيك



كنت أراك كل الدنيا… واليوم أراك لا شيء.

منحتك قلبي بثقة ، وأعطيتك عمري بلا حساب ، لكنك كنت خنجراً مغروساً في ظهري منذ البداية ، لم تكن الصدمة في رحيلك، بل في أنك رحلت ومعك غدرك ، جربت فيني كل ما درسته في مقرراتك التي سهرت معك فيها لكي اطمئن عليك وللنجاح فيها ، وكأنك لم تعرف يوماً الوفاء الذي كنت فيه معك .

كنت أظن أنني حين أضع ثقتي فيك ، سأجد الأمان ، كنت أرى فيك الملاذ الذي أهرب إليه من قسوة الدنيا ، والصدر الذي أودع فيه همومي وأحلامي . 

لم أكن أتصور أن تكون أنت أول من يطعنني في ظهري ، وأن تكون يدك التي أمسكت بيدي يوماً، هي نفسها اليد التي دفعتني نحو الهاوية.

كنت أظن أن الوفاء عهد لا يُكسر، وأن العشرة التي عشناها ستقف حاجزاً بيننا وبين الخيانة ، لكنك أثبت لي أنني كنت مخطئاً… كنت أعيش وهماً كبيراً رسمته بكلماتي وثقتي بك ، بينما أنت كنت تخطط بصمت للهروب والوصول لما تريد ، تاركاً خلفك قلباً مكسوراً وروحاً مثقلة بالغدر والخذلان .


لم أتوقع أن تكون أنت من يبيع العشرة بهذه السهولة ، وأن تختار الغدر على الصدق ، والهروب على المواجهة ، كنت أظن أن بيننا ما يكفي ليحميك من الخيانة ، لكنك أثبت أن لا أحد معصوم منها ، حتى أقرب الناس إلى القلب .

أقسم أنك لم تكسر قلبي فقط… بل كسرت صورتي عنك ، تلك الصورة التي صنعتها بيدي من نقاء ظني بك !! واليوم، أراك على حقيقتك… شخصاً لم يعرف الحب يوماً، ولم يعرف أن الطعن من الخلف جريمة لا تُغتفر .

لم يؤلمني الفراق بقدر ما آلمني أنك كنت قادراً على الغدر دون أن يرف لك جفن ، كيف استطعت أن تمحو كل لحظة صادقة عشناها؟ كيف تجرأت على خيانة قلب أحبك بصدق؟

اليوم، لم يعد بيننا سوى الذكريات… لكنها لم تعد كما كانت ، تحولت من صور دافئة إلى مشاهد باردة، مليئة بالغدر والندم على الثقة التي منحتك إياها .

خاب ظني فيك، وخسرت أنت إنساناً لن تجد مثله ، وخسرت قلباً لن ينبض لك مرة أخرى . 

أما أنا … فتعلمت أن أثمن ما أملك هو كرامتي ، وأن أرحل دون رجعة، لأن من خان مرة سيخون ألف مرة.


الخاتمة : 

لهذا… لن ألتفت خلفي ، ولن أبحث عنك بين الطرقات ، أنت اخترت الغدر، وأنا اخترت الكرامة ،  قد يظن البعض أنني خسرتك ، لكن الحقيقة أنك أنت من خسر إنساناً كان يقاتل الدنيا لأجلك بصمت .

اليوم، لم يعد لي فيك سوى دعوة صادقة… أن يريك الله مرارة الغدر والخذلان كما ذقتها منك ، حتى تدرك أن الجرح الذي يتركه الغدر لا يلتئم أبداً .

تعلمت أن الغدر  لا يأتي إلا من أقرب الناس، وأن الطعنة التي توجع أكثر هي تلك التي تأتيك وأنت تبتسم بثقة !! وها أنا أرحل… لا لأنني ضعيف ، بل لأنني أدركت أن البقاء مع من يخون هو خيانة أكبر للنفس .



مع السلامة  🌷

💙 دمتم في صدق  وسلام 

ونلتقي دومًا على سطور من صدق وإلهام ✨✍️


🍃 إلى لقاء قريب بإذن الله.



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

النسيان راحة ونعمة

جعلتني وحيداً بدون أحد

قصة تهز المشاعر