لما تكون الدنيا حفلة تنكرية


بين السطور

عارف شو اصعب شي في حياة الانسان ؟ تكون المرحلة هي الاصعب والاسوء حرفياً
  ، بتحس فيها ان الدنيا حفلة تنكرية وانت الوحيد اللي عليها بوجهك الحقيقي ، وابواب الدنيا كلها تتسكر في وجهك والناس كلها تتخلى عنك ، والقراب يتحولون لأغراب والأغراب يتحولون لأعداء ، وتسقط الأقنعة وبتشوف بعينك خبث ونفاق البشر بهذه المرحلة ، مافي  أحد يجي يواسيك ولا يساندك ولا يكلمك بكلمة حلوة ، لكن العكس تلاقي كل الفشله والسيئين يمرون بطريقك وكل ما تقول الحمدلله زانت تلاقيها خربت اكثر ، والأسباب تنقطع حد الفقد ، بيزورونك ناس غاليه عليك ، بيرحلون عنك ، وقتها بتبعد وبتنعزل عشان تفهم لانه بيكون في راسك ألف سؤال ، بتكره نفسك بهذه العزله وبتكره الحياه والناس والدنيا ، وقتها بيكون جدامك خيارين !!!  ، يا إما تستسلم ، يا إما توقف على رجلك، بس اقسملك لو ضليت مكمل واقف على رجلك حتى وانت خايف ، وحياتك ما راح توقع مرة ثانية ، كل اللي صار معاك سلسلة أحداث مقصودة حتى تطلع نسختك الأفضل على مدار حياتك ، هذه المرحلة بيتم فيها تغيير قدرك بالكامل ، كل فصل حياتك من قبل ماله علاقة بفصول حياتك الجاية فصلك الأجمل بينك وبينه مسألة وقت بهذه المرحلة بتتعوض أضعاف مضاعفة عن كل تعبك لانه ألمك كان مضاعف ، اعتبرها بشارة مني وشد حيلك ……


أحيانًا نشعر أننا نعيش وسط حفلة تنكرية ضخمة، الجميع فيها يرتدي أقنعة أنيقة ووجوهًا ليست وجوههم الحقيقية ، تجد من يضحك في وجهك وهو يطعن ظهرك في الخفاء، وتجد من يمدّ يده ليساعدك وهو ينتظر سقوطك ليشمت بك أمام الآخرين ، في هذه الحفلة، لا يهم إن كنت صادقًا أو نقيًا، لأن القناع هو التذكرة الوحيدة للدخول ، كلٌ يتفنن في صنع قناعه: هناك من يرتدي قناع الطيبة وهو ممتلئ حقدًا، وهناك من يتظاهر بالقوة وهو هشّ من الداخل، وهناك من يوهمك بالحبّ وهو لا يعرف إلا استغلال المشاعر لصالحه والوصول لمراده ومصالحة الشخصية. 

نخدع أنفسنا حين نصدّق كل وجه نراه ، نكسر قلوبنا حين نعطي ثقتنا كاملة لأحدهم لمجرد أن ابتسامته كانت واسعة ، نُجرَح حين نكتشف أن من كنا نراه ملاكًا، ما هو إلا ممثل بارع في حفلة تنكرية كبيرة.

الدنيا مليئة بالأقنعة، متغيّرة ومتلوّنة ، ما إن تسقط عن أحدهم حتى تكتشف وجهًا آخر أكثر قسوة ، وربما الأصعب من الوجوه، هو اكتشاف وجهك أنت حين تضع قناعًا حتى تحمي نفسك من الوجوه الأخرى.

وسط هذه الزحام، يبقى الخيار الأصعب: هل نخلع أقنعتنا ونعيش بصدق مهما كلفنا ذلك؟ أم نختار قناعًا يحمينا من الخداع؟


في النهاية، تبقى الحقيقة أن القناع مهما كان متقنًا، لا يدوم ، ستأتي لحظة ينكشف فيها كل شيء، وتسقط الأقنعة تباعًا، ليبقى الأصل فقط… من كان حقيقيًا سيبقى، ومن عاش بالخداع سيسقط بفضيحة وجهه الثاني الحقيقي.

فلنحاول أن نكون نحن.. دون زيف ولا أقنعة ، حتى لو كنا الأقل في هذه الحفلة، يكفينا أننا حين نخلع قناعنا.. لا نشعر بالخجل من أنفسنا.


      الخاتمة:

في حفلة الدنيا التنكرية قد يُغرينا القناع أحيانًا، لكنه لا يمنحنا سلامًا حقيقياً ، قد نحمي قلوبنا من الخداع ، لكننا نخسر أنفسنا إن اعتدنا الزيف. 

ابقَ حقيقيًا مهما بدت الأقنعة حولك متلألئة وجذّابة، اجعل وجهك الصادق هو أجمل ما ترتديه… ففي النهاية، حين تنتهي الحفلة وتنطفئ الأضواء، لا ينجو إلا من عاش بوجهٍ واحد… وجهٍ يشبه قلبه.



مع السلامة  🌷

💙 دمتم صادقين بوجوهكم 

ونلتقي دومًا على سطور من صدق وإلهام ✨✍️


🍃 إلى لقاء قريب بإذن الله.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

النسيان راحة ونعمة

جعلتني وحيداً بدون أحد

قصة تهز المشاعر