مافي اثنين خسروا بعض إلا في طرف ثالث
بسرد لكم قصة من الواقع وليس من الخيال ، ربما فقط تختلف الاسماء !!
يقول المسكين أنا كنت أحسب إن الحب إذا كان صادق ما يهزه ريح ، ويقول كنا أنا وهي نحلف لبعض إن العمر ما يكفي نخلص حب ، كان يخطط لصباحات العمر معًا، ويكتب أحلامه على ورق ويخبئها في أدراجهما كأسرار مقدّسة.
ويضيف وهو يتلعثم بالكلام: ما كان بيننا إلا الأمان ، لكن المشكلة ما كانت فينا.. المشكلة إن الأمان صار مفتوح الباب، يدخل منه أي غريب بكلمة حلوة أو همسة مريبة.
صمت قليلاً ونظر إلى الارض وقال : ما توقعت إن حُب جديد ممكن يسرقها مني.. ولا تخيلت إن أحد ممكن يزرع في قلبها شك فيني ، الطرف الثالث دخل، ليس بوضوح، دخل في رسائل خفية، في عيون تلمع بكلام ما قلته لها أنا من قبل ، في وعود جديدة أغرتها وكلام سمّعها إنّي غير كافي.
ولأن القلوب تتعب أحيانًا، هي اختارت تصدق الكلام الجديد، وأنا كنت أظن إنّي فوق الشكوك ، ربما ما دافعت عن نفسي بما يكفي.. ما حاربت الطرف الثالث.. ولا حميتها من كلمة خبيثة ولا حضن غريب.
كبرت المسافة، وكبر الطرف الثالث بيننا مثل جدار.. حتى صار كل واحد فينا في جهة، نناظر بعض من بعيد وما بيننا إلا أسئلة ما تنتهي: كيف قدرنا نخسر بعض؟ الجواب كان واضح بعد فوات الأوان: مافي اثنين خسروا بعض إلا كان بينهما طرف ثالث ، أي حب جديد فتح باب قلبها، أي حاسد وحاقد فرّق بيننا وهو يضحك في سرّه.
في ليلة ما راح أنساها، انفجرنا بالحقيقة:
جلسنا في نفس المكان اللي كان يشهد ضحكنا ومخططاتنا .. لكن كل شي فيه كان بارد.
قالت لي:
«تدري.. تعبت ، ما عاد أحس إني أبغى أكمل» .
رديت وأنا أحبس قهري:
«ليش؟ من متى صار اللي بيننا ما يكفيك؟» .
هزّت رأسها وهي تبعد عيونها عني:
«يمكن من يوم حد حس فيني ، يمكن من يوم أحد صار يسمعني اللي ودي أسمعه منك وما كنت تسمعني أياه » .
قلت وأنا أحاول أنقذ اللي بقى:
«ولو كان يحبك أكثر، كان احترم وجودي معاج ، اللي يحب ما يجي يخطفك ، ولا يقنعك إن قلبك ناقص».
قالت بصوت كسره العتب وكسره الغياب:
«يمكن هو ما خطفني.. يمكن انت اللي خطفتني منه قبل وهو رجعني مرة ثانية » .
سكتنا !! … ما بقى لي غير صمت طويل يصفعني بالحقيقة: أيقنت ان مافي اثنين خسروا بعض إلا في طرف ثالث.. يا حب جديد، يا حاسد قسّم بالخراب ، أو حاقد لقّنها بأن تشوف فيني نقص ما كان موجود ، يا طبع في الخاين كل مرة يريد يغير .
طبعاً النهاية مافي داعي أسردها، لانه اعتقد كل شي واضح!!! .
الخاتمة:
اليوم صرت أفهم إن القلوب ما تخسر بعض من نفسها.. في أحد دائمًا يختبئ بينهم، يسمّي نفسه نصيحة أو حب أو صدفة، ويزرع الفراغ بين قلبين كانوا لبعض وطن.
احرسوا قلوبكم.. لا تخلون طرف ثالث يكسب معركة ما دخلها إلا لأنكم تركتوا الباب موارب.
احرسوا حبكم بعيونكم وصبركم وصدقكم ، لا تسمحون لأحد يقول لكم إن فيه حب ثاني يسوى قلب كنتم فيه سكن لبعض.
مافي اثنين خسروا بعض إلا في طرف ثالث — وقلوبنا وحدها اللي تدفع الثمن.
اليوم، صرت أعرف إن أكبر غلطة إنك تظن إن حبك محصّن من الناس ،
وانت فاتح بابًا ما تقدر تسدّه.. لا تترك قلبك ولا قلب اللي تحبه ملعب لأحد ، الطرف الثالث أبدًا ما يرحم.. يخطف، يفرّق، يشوّه.
واحذروا.. مافي اثنين خسروا بعض إلا وفيه طرف ثالث انتصر.
مع السلامة 🌷
💙 دمتم للحب مخلصين
ونلتقي دومًا على سطور من صدق وإلهام ✨✍️
🍃 إلى لقاء قريب بإذن الله.

تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليق لو أحببت