المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, 2025

احذر أن تلعب دور المنقذ

صورة
أحيانًا نكبر ونحمل في داخلنا فكرة جميلة لكنها قاتلة: أن وجودنا في حياة الآخرين واجب علينا، وأننا إن لم ننقذهم من أنفسهم وأخطائهم وأوجاعهم سنكون مقصرين ، نمنح قلوبنا وعقولنا ووقتنا بلا حساب، ونصدق أن الحب وحده كافٍ ليغير إنسانًا لا يريد أن يتغير. من السهل أن نقول إننا نحب الخير للآخرين، لكن الأصعب أن نفهم متى يتجاوز هذا الخير حدود المنطق ويصبح استنزافًا صامتًا لروحنا ، كثيرون منا عاشوا تلك القصة: شخصٌ يطرق باب قلبك مكسورًا، محطمًا، تراه في لحظة ضعفه فتظن أنك بوجودك ستكون الحل السحري لكل ما يؤلمه. تبدأ الأمور صغيرة… نصيحة هنا، دعم هناك، احتواء في منتصف الليل، رسائل مطمئنة، وكتفٌ يبكي عليه حين يرحل عنه الجميع ، تبدو الصورة في البداية نبيلاً شهمًا، وتشعر وكأنك وجدت دورك في الحياة: أن تكون ضوءًا لمن يعيشون في الظلام. وتبدأ الحكاية بضعف نراه فيهم، بألم نعتقد أننا الوحيدون القادرون على تضميده ، نمسك بأيديهم وهم ينهارون، نرفع رؤوسهم عندما يسقطون، نغفر المرة تلو الأخرى، ونتجاهل الرسائل الواضحة التي تقول لنا: لا أحد يطلب منك أن تكون المنقذ. نرتدي عباءة البطولة ونحن في الحقيقة نهرب من مواجهة حقيق...

لما تكون الدنيا حفلة تنكرية

صورة
عارف شو اصعب شي في حياة الانسان ؟ تكون المرحلة هي الاصعب والاسوء حرفياً     ، بتحس فيها ان الدنيا حفلة تنكرية وانت الوحيد اللي عليها بوجهك الحقيقي ، وابواب الدنيا كلها تتسكر في وجهك والناس كلها تتخلى عنك ، والقراب يتحولون لأغراب والأغراب يتحولون لأعداء ، وتسقط الأقنعة وبتشوف بعينك خبث ونفاق البشر بهذه المرحلة ، مافي     أحد يجي يواسيك ولا يساندك ولا يكلمك بكلمة حلوة ، لكن العكس تلاقي كل الفشله والسيئين يمرون بطريقك وكل ما تقول الحمدلله زانت تلاقيها خربت اكثر ، والأسباب تنقطع حد الفقد ، بيزورونك ناس غاليه عليك ، بيرحلون عنك ، وقتها بتبعد وبتنعزل عشان تفهم لانه بيكون في راسك ألف سؤال ، بتكره نفسك بهذه العزله وبتكره الحياه والناس والدنيا ، وقتها بيكون جدامك خيارين !!!     ، يا إما تستسلم ، يا إما توقف على رجلك، بس اقسملك لو ضليت مكمل واقف على رجلك حتى وانت خايف ، وحياتك ما راح توقع مرة ثانية ، كل اللي صار معاك سلسلة أحداث مقصودة حتى تطلع نسختك الأفضل على مدار حياتك ، هذه المرحلة بيتم فيها تغيير قدرك بالكامل ، كل فصل حياتك من قبل ماله علاقة بفصول حياتك الجاية ف...

الكرامة كذبة شيطانية

صورة
يقولون «كرامتك فوق كل شيء»… لكن من قال إن الكرامة دومًا حقيقية؟ أحيانًا نختبئ خلف كلمة «كرامة» لنهرب من المواجهة، من العتاب، من الإعتراف بأننا نضعف، نشتاق، نحبّ رغم الأذى. ويقولون:  « لا   تسمح   لأحد   أن   يدوس   كرامتك »  ، كلمات تردّدها الألسنة وكأنها قانون مقدس ،لكن لو تأملت قليلًا ستكتشف أن الكرامة التي يتحدثون عنها ليست سوى وسيلة هروب، درع زائف نحمله لنغطي خوفنا من الرفض، من الانكسار، من الظهور بمظهر الضعيف. هي كذبة واضحة وخصوصاً عندما نستخدمها كحيلة نفسية نهرب بها من مواجهة مشاعرنا ، عندما نجعلها ذريعة لنغلق باب التسامح ، عندما نحولها إلى كبرياء أعمى يحجب عنا قيمة من أمامنا ، قيمة من ضحى بكل شي حتى الزعل والخوف الذي كان من المحتمل ان يحصل لكم ، حينها فقط تصبح الكرامة صوتًا شيطانيًا يهمس:  « لا   تقترب،   لا تعتذر،   لا   تعترف …  دعهم   يأتون   أولًا !» ، لكن الحقيقة أن الطرف الآخر قد يكون يسمع نفس الهمس، فتبقى الأرواح عالقة بين كبرياء وكبرياء. الكرامة التي جعلونا نقدّسها تحولت في لحظة إلى ستار نخبئ خلفه ...

المؤذي علمني درس في حياتي

صورة
ليس كل ألمٍ شرّ، وليس كل جرحٍ نهاية، أحيانًا نكتشف ولو    بعد حين أن من آذانا كان معلمًا متنكّرًا بوجه قاسٍ    .  في هذه الحياة نقابل أشخاصًا يؤذوننا بكلمة أو فعل أو خذلان، يكسرون شيئًا بداخلنا ويظنون أننا لن نقف بعدها أبدًا ، لكن الحقيقة أن بعض الجراح توقظنا، وبعض الخيبات تعلّمنا كيف نحمي قلوبنا من التكرار. لم أتخيل يومًا أن من دخل حياتي بابتسامة سيكون هو نفسه من يجرحني بعمقٍ ذات يوم ، ظننت أن النية الطيبة تكفي لتحمي القلب من الأذى، لكنني اكتشفت أن النية وحدها لا تحمي، بل الحدود هي التي تفعل. أتذكر تلك الليلة جيدًا… كنت أجادله بصوت منكسر:   « ليش   تظلمني؟   ليش   تأذيني   وأنت   تعرف   مكانك   في   قلبي؟ » .  كان صمته أقسى من الكلام، وإهماله كان يقول:  « تجاوزت   حدودك   حين   صدّقت   أني   مثلك !» .  يالله ما أقساه ، كان له وجه آخر كالشيطان ولم أستطيع ان أراه طيلة هذه الفترة.  المؤذي جعلني أدرك قيمة نفسي أكثر، جعلني أعرف أن بعض العلاقات لا تستحق أن أبقى فيها أكثر من اللا...