احذر أن تلعب دور المنقذ
أحيانًا نكبر ونحمل في داخلنا فكرة جميلة لكنها قاتلة: أن وجودنا في حياة الآخرين واجب علينا، وأننا إن لم ننقذهم من أنفسهم وأخطائهم وأوجاعهم سنكون مقصرين ، نمنح قلوبنا وعقولنا ووقتنا بلا حساب، ونصدق أن الحب وحده كافٍ ليغير إنسانًا لا يريد أن يتغير. من السهل أن نقول إننا نحب الخير للآخرين، لكن الأصعب أن نفهم متى يتجاوز هذا الخير حدود المنطق ويصبح استنزافًا صامتًا لروحنا ، كثيرون منا عاشوا تلك القصة: شخصٌ يطرق باب قلبك مكسورًا، محطمًا، تراه في لحظة ضعفه فتظن أنك بوجودك ستكون الحل السحري لكل ما يؤلمه. تبدأ الأمور صغيرة… نصيحة هنا، دعم هناك، احتواء في منتصف الليل، رسائل مطمئنة، وكتفٌ يبكي عليه حين يرحل عنه الجميع ، تبدو الصورة في البداية نبيلاً شهمًا، وتشعر وكأنك وجدت دورك في الحياة: أن تكون ضوءًا لمن يعيشون في الظلام. وتبدأ الحكاية بضعف نراه فيهم، بألم نعتقد أننا الوحيدون القادرون على تضميده ، نمسك بأيديهم وهم ينهارون، نرفع رؤوسهم عندما يسقطون، نغفر المرة تلو الأخرى، ونتجاهل الرسائل الواضحة التي تقول لنا: لا أحد يطلب منك أن تكون المنقذ. نرتدي عباءة البطولة ونحن في الحقيقة نهرب من مواجهة حقيق...