المشاركات

كل من اكتفى اختفى

صورة
غريب كيف يتحول الحضور إلى غياب، وكيف يصبح من كان يسأل عنك في كل لحظة، مجرد ذكرى تمرّ في بالك صدفة. لم أكن أظن أن الاكتفاء طريقٌ إلى الاختفاء، ولا أن الذين أحببناهم بصدق سيختارون الصمت بعد الامتلاء. عاتبت نفسي كثيرًا قبل أن أعاتبهم، ظننت أنني كنت السبب، أنني ربما أكثرت من الحضور أو قللت من الاهتمام، لكن الحقيقة التي تؤلم هي أن البعض يرحل حين يشعر أنه أخذ ما يريد، دون أن يلتفت لما تركه فينا من ألم وفراغ. كم مرة سامحت الغياب وقلت ربما يعود؟ كم مرة أقنعت قلبي أن الصمت لا يعني النهاية؟ لكن مع الوقت فهمت أن من اختفى بعد الاكتفاء، لم يكن يومًا حقيقيًا كما ظننت طول المدة الماضية . لم يعد في القلب عتاب كما كان، فقط غصّة صامتة، لأن من يرحل عنك برضاه، لن تعيده لو انتظرت عمرًا كاملاً. ما يؤلم في العلاقات ليس الفراق نفسه، بل تلك اللحظة التي تدرك فيها أن من كنت تظنه لا يقدر على الغياب، اختفى وكأنه لم يكن يومًا جزءًا منك. كانوا يومًا يسألون عن تفاصيلنا الصغيرة، يهمّهم حضورنا، يفرحون لحديثنا، ثم فجأة… يصمتون، وكأنهم لم يعتادوا يوماً على أصواتنا. لم أعد أصدق الوعود، ولا أطمئن لكلمة “أنا باقٍ”،  ...

تعرف شو يعني شخص يحبك ؟

صورة
تعرف شو يعني شخص يحبك ؟ يعني ينسى نفسه عشانك، يضحي براحته وسعادته عشان يضمن وجودك بخير ، يعني يحطك الأول، مهما كانت ظروفه، مهما كان تعبه، لأنك ببساطة أهم عنده من كل شيء . الحب ليست كلمة تنقال وقت المزاج، ولا وعد يتبعثر وقت الجد ، الحب أفعال تثبت، مواقف تبين، وصدق يظل ثابت معك في كل مرحلة ، الشخص اللي يحبك بصدق، ما يتردد لحظة إنه يوقف جنبك، ما يهرب عند أول أزمة، وما يغيّر مواقفه بتغير الأيام . تعرف شو يعني شخص يحبك؟ يعني تلقاه يفهم سكوتك قبل كلامك، يحس بوجعك من غير ما تتكلم ، ويخاف عليك من نفسك قبل حتى من العالم . يعني يشوف ضعفك ما يقلل من قيمتك، وأخطاؤك ما تنقص من غلاك، لأن اللي يحب يشوف فيك الإنسان بكل تفاصيله، مش الصورة المثالية اللي يرسمها الخيال . يعني قلب ينبض لك قبل لا ينبض لنفسه، يعني وقت ينشغل فيك أكثر من انشغاله بنفسه، يعني وجود أحد يشيل عنك الهم قبل ما يطيح على كتفك. الحب ليس كلمة تنقال وبس، الحب فعل، تفاصيل، خوف، وحرص ، الحب هو أن تلقى إنسان يشوفك وطن، ويعتبرك أمان، وما يستبدلك بضحكة عابرة أو حضور مؤقت . لكن يا للأسف… مو كل الناس يعرفون قيمة هذا الحب . في ناس خذلوا، خانوا ال...

لا أعاتب سوى من يهمني

صورة
لا أعاتب سوى من يهمني فإن انتهى عتابي ، فاعلم بأن أهميتك انتهت عندي لم أكن يومًا من هواة الجدال ولا من عشاق كثرة الكلام ،لكن حين كنت أعاتبك ، كنت أُخرج من داخلي خوفًا أن أفقدك، لا غضبًا منك. كنت أعاتب لأنك كنت تهمّني ، لأنك لم تكن شخصاً عابرًا في حياتي ، بل كنت الجزء الأجمل منها . كنت أعاتبك حتى لا تبتعد بيننا المسافة، وحتى تبقى الروح قريبة رغم كل ما حدث . كنت أظن أن العتاب يُصلح ، أن الكلمات حين تخرج بصدق ، تلمّ ما انكسر ، لكنني أدركت متأخرًا أن بعض القلوب لا تفهم العتاب إلا ضعفًا ، ولا ترى وراءه سوى رغبة في البقاء بأي ثمن . كم من مرة تحدثت وشرحت وكنت أبحث عن ذرة اهتمام منك ، وكم مرة انتهى عتابي بدمعة في صدري ، لا يراها أحد الا الله وسواي . كنت أحاول أن أرمم ، بينما كنت أنت تمضي وكأن شيئًا لا يعنيك . وحينها فقط فهمت أنني كنت أعاتب جدارًا صامتًا لا يسمع ولا يشعر . ضِعت في محاولاتي ، وأرهقت نفسي وأنا أبحث عن سبب يبرر برودك وهروبك ونكرانك ، حتى استيقظت على حقيقة مؤلمة: أنني كنت أضيع وقتي في معركة بلا خصم ، وفي حبّ بلا حياة. الآن، لم أعد أعاتب أحدًا. تعلمت أن من يهمه أمري لن ينتظر أن أشرح...

من يرحل عنك هو من وعدك بالبقاء دائماً

صورة
يقال إن الوعود خُلقَت ليكسرها البعض، لكني كنت أظنك مختلفاً…كنت أظنك الصدق في زمن الخداع، والدفء في فصول البرد القاسي . كل تفاصيلك كانت تقول إنك البقاء الذي وعدتني به، وإنك آخر من يمكن أن يخذلني . لكن يا للأسف، كنت أول من أدار ظهره ومضى . رحلتَ وكأن شيئاً لم يكن، وكأن كل تلك الليالي التي جمعتنا، وكل الحروف التي قلتها، كانت مجرد عابرة سبيلٍ لا ذاكرة لها . تركتني غارقاً في الأسئلة، أفتّش في ملامحك القديمة عن تفسير، عن سبب، عن أي شيء يبرر هذا الغياب. لكني لم أجد سوى صدى وعدك البالي يردد في أذني: “أنا باقٍ مهما حدث ” . ما أقسى أن يخذلك من جعلته وطنك، أن يرحل من أقنعك أن الفقد لن يطرق بابك أبداً . كنتَ الأمان في عينيّ، والآن صرتَ السبب في وجعي ، تركتني أتعلم أن البقاء لا يُقاس بالكلمات، بل بالفعل ، وأن بعض الوعود خُلقت فقط لتخدّرنا قبل الوجع. عتبي عليك لا ينتهي، لأنك كنت الأقدر على أن تبقى، ومع ذلك اخترت الرحيل . كنت تملك أن تُكمل الحكاية، لكنك فضّلت أن تتركها ناقصة، تُوجعني كلما قرأتها في ذاكرتي . ورغم كل ما فعلت، ما زال في قلبي شيء منك… ليس حباً كما كان، بل وجعاً ناعماً يذكرني أن الصادقين ...

الفراق ليس عيبًا

صورة
الفراق ليس عيبًا… بل العيب أن نُكمل طريقًا لا يشبهنا، أن نُجبر قلوبنا على احتمال ما لا يُحتمل، أن نُقنع أرواحنا أن البقاء مع من خاننا أو خذلنا أفضل من مواجهة الوحدة. ليس سهلاً أن ينتهي كل شيء بين شخصين جمعتهما أحلام كبيرة وكلمات دافئة وذكريات لا تُحصى ، لم يكن سهلاً أن يجلسا ذات يوم على طاولة واحدة، يتهرّبان من النظر في أعين بعضهما، وكلٌّ منهما يعرف أن الآخر قد تغيّر، أو بالأحرى… قد خان العهد الذي جمعهما. الخيانة ليست دائمًا خيانة جسد، أحيانًا خيانة روح، خيانة اهتمام، خيانة وعدٍ بأن يظل القلب ملكًا لقلبٍ واحد ، وقد يحدث أن يتورّط أحدهما مع آخر، باسم الحاجة أو الملل أو البحث عن شيءٍ مفقود، او تعويض علاقه قد فشلت مع أحد ما ، ثم يعود ليتظاهر أن شيئًا لم يكن. انظر حولك… كم من قصصٍ نسمعها كل يوم: حبيبٌ أحبّ بصدق، لكنه استيقظ ذات يوم ليجد شريكته تخبره أنها لم تعد تحبه، لأن قلبها صار مع غيره منذ أشهر دون أن تخبره. زوجان عاشا سنواتٍ طويلة تحت سقف واحد، ظنّ الناس أن علاقتهما مثالية، بينما الحقيقة أن كلٌّ منهما كان لا يتعلق بالآخر . هذه الأمثلة تتكرّر بصيغٍ مختلفة، لكن النهاية واحدة: كسرٌ، و...