المشاركات

الدنيا دوّارة.. كما تُدين تُدان

صورة
في الحياة، لا تُغلق الأبواب إلى الأبد، ولا تبقى الموازين مختلّة إلى ما لا نهاية… قد يظلمك أحد اليوم، لكن تأكّد أن الأيام تحفظ الدروس جيدًا، وتُعيدها بطريقةٍ لا يتوقعها أحد .   كنت أظنّ أن طيبة القلب تُنقذ، وأن الصدق يُقدَّر، وأن الوفاء كفيل بأن يجعل الناس تُنصفك ، لكنّي تعلّمت بالطريقة الأصعب أن الدنيا لا تترك أحدًا دون حساب ، وأن الظلم في العلاقات لا يضيع مهما طال الزمن . تعلمت دائماً أن الصدق يُكافأ بالصدق، وأن الوفاء يُقابل بالوفاء، لكنّي اكتشفت أن الواقع لا يشبه النوايا، وأن الطيبة في زمنٍ قاسٍ كثيرًا ما تُفسَّر ضعفًا. ظُلمت حين أحببت بصدق، وأُهملت حين كنت الأوفى ، وذُبحت بكلمةٍ من شخصٍ كنت أراه الحياة ،  ومع ذلك، لم أردّ الأذى بأذى ، اكتفيت بالصمت مراراً ، وبثقةٍ كبيرة أن الأيام لا تترك دينًا في رقبة أحد ما في هذه الحياة . تعلمت أن من خذلني سيُذَاق طعم الخذلان ، ومن استهان بوجودي سيعرف يومًا قيمة الغياب ،  ليست شماتة ، ولكنها عدالة القدر ، حين يعيد المشهد ذاته ، ولكن بتبدّل الأدوار . سيأتي اليوم الذي يشعر فيه كل من ظلمني بما شعرت به ، وسيتذكرني حينها دون أن أنطق بكلم...

العوض الجميل

صورة
في كل فراقٍ كنت أظن أن شيئاً في داخلي انتهى،  لكن الأيام أثبتت أن الله لا يكتب الخسارة إلا ليمهّد للعوض ، وأن ما نحسبه كسراً .. ما هو إلا بداية بناءٍ جديدٍ فينا ،  ليست كل خسارة تُبكينا، فبعضها تصنع فينا حياة جديدة. وهنا بدأت حكايتي مع العوض الجميل. العوضي الجميل الذي يأتي بعد الصبر، عن التغيّر، والنضج، وعن كيف يُبدّل الله الوجع نوراً، حتى يُصبح الفراق بداية لحياةٍ أجمل مما كنا نحلم .  لم أكن أظن أن الله سيكتب لي بعد الفقد حياةً بهذا الجمال، ولا كنت أتخيل أن ما ظننته نهاية سيفتح لي باب بداية جديدة ، أنضج، وأصفى، وأجمل . في لحظة الوداع كنت أظن أن كل شيء انتهى ، وأن ما تبقى من الأيام سيُكمل طريقه مثقلاً بالخذلان ، لكن الله بلطفه الذي لا يُدرك إلا بعد حين كان يخبّئ لي عوضاً جميلاً لا يشبه شيئاً مما فقدت ، وكان يريد ان لا يرافقني في عوضي الجميل اشخاص ليست شبهي . بعد الفراق تغيّر فيّ الكثير…..  تعلمت أن أختار نفسي دون تردد ، وأن أضع كرامتي أولاً مهما كانت المحبة ، صرت أرى الحياة بعيونٍ أكثر نضجاً، لا أنتظر أحداً ليكملني ، ولا أعاتب من غادر ، لأن الغياب أحياناً علاج ، تغيّ...

لن أنسى كيف عاملتني وأنا في أمسّ الحاجة إليك

صورة
لن أنسى تلك الأيام الثقيلة، اللي كنت فيها مكسور ومتعب، أبحث عن كلمة تواسيني أو قلب يحتوي وجعي، كنت أنت الشخص الوحيد اللي وثقت فيه، الشخص اللي اعتقدت إنه ما راح يخذلني مهما صار ،   كنت أظن إنك بتكون سندي، لكنك كنت أول من تركني، وأول من خذلني وقت ما كنت بأمسّ الحاجة لوجودك. كنت أرجع لك رغم قسوتك، وأعاتبك ليس لأني أبحث عن خلاف، بل لأني كنت أريد ان نفهم بعض ، كنت أجادلك لأنني أتمسك فيك، لأن كل شيء بداخلي كان يخاف يفقدك ، كنت فقط أريدك تحس باللي فيني، وتفهم إن وجعي منك دليل إنك غالي عليّ،    مو ضعف أو زيادة اهتمام . لكن كل كلمة كنت أقولها صارت تزعجك، وكل محاولة تقرّب بينا كنت تشوفها    ضعف مني ،  حتى صرت أتصرف غلط، مو لأني تغيرت، بل لأنني انكسرت من كثر ما كنت أحاول وأنت ما حاولت معي بأي شي غير استفزازي لكي أغلط وأتصرف خطأ . كنت أقاتل لوحدي، وأنت تتفرج عليّ وكأن اللي بينا ما كان له معنى ، كنت قاسي معي لدرجة شكيت إذا يومًا فعلًا كنت تحبيني مثل ما كنت تقول انا احبك اكثر منك ، أين هذا الحب ؟؟ . كنت أحتاجك تبقى بجانبي، حتى لو بس بصمتك، لكن للأسف، اخترتِ الغياب ،تركتن...

اللي ما يعرف طعم الوفاء

صورة
ما كل من عاش معك عرف معنى الوفاء، ولا كل من شاركك الطريق قدّر تعبك وسهرك ، في ناس ياخذون الطيبة ضعف، والعطاء عادة، والوفاء عندهم مجرد شعار وقت المصلحة، يرفعونه حتى تنتهي حاجتهم منك، ثم يرمونه كأن ما كان له وجود. في هذا الزمن، صرنا نشوف وجوهاً كثيرة تتزيّن بالابتسامة، لكنها تخفي نكراناً ما له مثيل ، وجوه ما عرفت للوفاء معنى، ولا ذاقت طعمه الحقيقي. تعطيهم قلبك، وتمد لهم يدك، وتفتح لهم بابك كأنهم من دمك ولحمك، لكن أول ما يشبعون… يلفّون ظهورهم كأنك ما كنت يوم سبب في راحتهم. كنت أظن الخير يخلّد الأثر، والنية الطيبة تكفي لتزرع التقدير في القلوب، لكن للأسف، في ناس ما تشبع، مهما أعطيتهم، ومهما وقفت بجنبهم، ينسون كل شيء أول ما يلتفت لهم غيرك . تعبت وأنا أعاتب، وتعبت وأنا أبرّر، وتعبت وأنا أقول يمكن يتغيّر، يمكن يتذكّر ، لكن بعض الناس ما فيهم لا تقدير ولا أحترام ، يخذلونك وكأن الخذلان عندهم عادة، ويغيبون وكأنهم ما عاشوا يوم في ظلك ولا تنعّموا بوجودك . ما يوجعني النكران نفسه، بقدر ما توجعني الذكرى… الذكرى اللي تهمس لي إن هذا الشخص كان يوم أغلى الناس، وإنه كان يضحك بكلمة، ويبكي لو زعلت وسافرت عنه ...

كل من اكتفى اختفى

صورة
غريب كيف يتحول الحضور إلى غياب، وكيف يصبح من كان يسأل عنك في كل لحظة، مجرد ذكرى تمرّ في بالك صدفة. لم أكن أظن أن الاكتفاء طريقٌ إلى الاختفاء، ولا أن الذين أحببناهم بصدق سيختارون الصمت بعد الامتلاء. عاتبت نفسي كثيرًا قبل أن أعاتبهم، ظننت أنني كنت السبب، أنني ربما أكثرت من الحضور أو قللت من الاهتمام، لكن الحقيقة التي تؤلم هي أن البعض يرحل حين يشعر أنه أخذ ما يريد، دون أن يلتفت لما تركه فينا من ألم وفراغ. كم مرة سامحت الغياب وقلت ربما يعود؟ كم مرة أقنعت قلبي أن الصمت لا يعني النهاية؟ لكن مع الوقت فهمت أن من اختفى بعد الاكتفاء، لم يكن يومًا حقيقيًا كما ظننت طول المدة الماضية . لم يعد في القلب عتاب كما كان، فقط غصّة صامتة، لأن من يرحل عنك برضاه، لن تعيده لو انتظرت عمرًا كاملاً. ما يؤلم في العلاقات ليس الفراق نفسه، بل تلك اللحظة التي تدرك فيها أن من كنت تظنه لا يقدر على الغياب، اختفى وكأنه لم يكن يومًا جزءًا منك. كانوا يومًا يسألون عن تفاصيلنا الصغيرة، يهمّهم حضورنا، يفرحون لحديثنا، ثم فجأة… يصمتون، وكأنهم لم يعتادوا يوماً على أصواتنا. لم أعد أصدق الوعود، ولا أطمئن لكلمة “أنا باقٍ”،  ...