الدنيا دوّارة.. كما تُدين تُدان
في الحياة، لا تُغلق الأبواب إلى الأبد، ولا تبقى الموازين مختلّة إلى ما لا نهاية… قد يظلمك أحد اليوم، لكن تأكّد أن الأيام تحفظ الدروس جيدًا، وتُعيدها بطريقةٍ لا يتوقعها أحد . كنت أظنّ أن طيبة القلب تُنقذ، وأن الصدق يُقدَّر، وأن الوفاء كفيل بأن يجعل الناس تُنصفك ، لكنّي تعلّمت بالطريقة الأصعب أن الدنيا لا تترك أحدًا دون حساب ، وأن الظلم في العلاقات لا يضيع مهما طال الزمن . تعلمت دائماً أن الصدق يُكافأ بالصدق، وأن الوفاء يُقابل بالوفاء، لكنّي اكتشفت أن الواقع لا يشبه النوايا، وأن الطيبة في زمنٍ قاسٍ كثيرًا ما تُفسَّر ضعفًا. ظُلمت حين أحببت بصدق، وأُهملت حين كنت الأوفى ، وذُبحت بكلمةٍ من شخصٍ كنت أراه الحياة ، ومع ذلك، لم أردّ الأذى بأذى ، اكتفيت بالصمت مراراً ، وبثقةٍ كبيرة أن الأيام لا تترك دينًا في رقبة أحد ما في هذه الحياة . تعلمت أن من خذلني سيُذَاق طعم الخذلان ، ومن استهان بوجودي سيعرف يومًا قيمة الغياب ، ليست شماتة ، ولكنها عدالة القدر ، حين يعيد المشهد ذاته ، ولكن بتبدّل الأدوار . سيأتي اليوم الذي يشعر فيه كل من ظلمني بما شعرت به ، وسيتذكرني حينها دون أن أنطق بكلم...