المشاركات

كنت الشخص المؤذي

صورة
أحيانًا نظن أن الأذى يأتي من أناس قساة بطبعهم، لكن الحقيقة المؤلمة أن المؤذي قد يكون شخصًا نحبه أو يحبنا، لكنه اختار أن يؤذي ليحمي نفسه أو ليشعر بقوته أو ليهرب من هشاشته الداخلية ، هذه التدوينة محاولة لفهم نفسية المؤذي… لا لنبررها، بل لنعرف كيف نحمي قلوبنا ونضع حدودًا واضحة بيننا وبين أي أذى. قد يظن البعض أن الأذى مقصود دائمًا وأن الشخص المؤذي هو شيطانٌ يسير على قدمين، لكن الحقيقة أعقد من ذلك بكثير ، ففي عمق النفسية المؤذية قد تختبئ جروح قديمة، أو عقد لم تُحل، أو حتى لذة مَرَضية في السيطرة وإيلام الآخرين ، هذه التدوينة محاولة لفهم عقلية الشخص المؤذي… لا لتبريره، بل لنفهم كيف نحمي أنفسنا منه .  الشخص المؤذي ليس بالضرورة أن يكون قاسي الملامح أو صريحًا في أذيته ، أحيانًا يكون ودودًا، محبوبًا، مقنعًا… لكنه يتغذّى سرًا على مشاعر الآخرين ، الشخص المؤذي دائماً يؤذينا بسبب   عقد نفسية متراكمة: بعض المؤذين عاشوا طفولة مليئة بالإهمال أو العنف، فصار الأذى لغتهم الوحيدة للفهم والتعامل ، ربما من الام اكثر كعدم تقبلها بها في حياتها.   حب السيطرة: يستمتع البعض بشعور القوة  ...

اللي ما يعرف طعم الوفاء

صورة
أحيانًا ما توجعك الخيانة بقدر ما يوجعك نكران الجميل ، تتعب، وتبذل، وتعطي من قلبك، وفي النهاية تكتشف إن الوفاء صار عملة نادرة… وإن اللي كنت تعتبره شريك وسند، ما عرف يوم معنى العشرة ولا حفظها . اللي ما يعرف طعم الوفاء، ما يحس بقيمة العشرة ولا يفهم معنى الصدق في العلاقات ، يعيش بعمرٍ طويل، لكن قلبه ناقص إحساس ، يعطي اليوم ويأخذ غداً، وكأن الأيام مجرد تبادل مصالح، لا مشاعر ولا مواقف عنده تبقى . كنت أظن إن العشرة تصنع الوفاء، وإن الأيام تعلم الناس كيف يحافظون على اللي وقف بجنبهم، لكن اكتشفت إن البعض ما يتعلم ولا يتغيّر، لأن الوفاء مو درس… الوفاء طبع، إمّا يولد معك أو ما تعرف طريقه أبد مهما عشت . مؤلم إنك تكون صادق في نيتك، نقي في عطائك، وتتفاجأ إن المقابل كان يعد الأيام لينتهي منك ،مؤلم أكثر لما تكتشف إنك كنت تحارب لوحدك، وتدافع عن علاقة الطرف الثاني سلمها للنسيان من زمان . اللي ما يعرف طعم الوفاء، يبيعك وقت الجد، وينكر كل المواقف اللي خلتك تتعب عشانه ، يتركك كأنك ما كنت يوم سند له ، وكأنك ما سكنت قلبه لحظة. معقوله في ناس تنكر الجميل بسهولة، وتنسى العشرة كأنها ما كانت إلا فصل مؤقت في حياتهم...

الدنيا دوّارة.. كما تُدين تُدان

صورة
في الحياة، لا تُغلق الأبواب إلى الأبد، ولا تبقى الموازين مختلّة إلى ما لا نهاية… قد يظلمك أحد اليوم، لكن تأكّد أن الأيام تحفظ الدروس جيدًا، وتُعيدها بطريقةٍ لا يتوقعها أحد .   كنت أظنّ أن طيبة القلب تُنقذ، وأن الصدق يُقدَّر، وأن الوفاء كفيل بأن يجعل الناس تُنصفك ، لكنّي تعلّمت بالطريقة الأصعب أن الدنيا لا تترك أحدًا دون حساب ، وأن الظلم في العلاقات لا يضيع مهما طال الزمن . تعلمت دائماً أن الصدق يُكافأ بالصدق، وأن الوفاء يُقابل بالوفاء، لكنّي اكتشفت أن الواقع لا يشبه النوايا، وأن الطيبة في زمنٍ قاسٍ كثيرًا ما تُفسَّر ضعفًا. ظُلمت حين أحببت بصدق، وأُهملت حين كنت الأوفى ، وذُبحت بكلمةٍ من شخصٍ كنت أراه الحياة ،  ومع ذلك، لم أردّ الأذى بأذى ، اكتفيت بالصمت مراراً ، وبثقةٍ كبيرة أن الأيام لا تترك دينًا في رقبة أحد ما في هذه الحياة . تعلمت أن من خذلني سيُذَاق طعم الخذلان ، ومن استهان بوجودي سيعرف يومًا قيمة الغياب ،  ليست شماتة ، ولكنها عدالة القدر ، حين يعيد المشهد ذاته ، ولكن بتبدّل الأدوار . سيأتي اليوم الذي يشعر فيه كل من ظلمني بما شعرت به ، وسيتذكرني حينها دون أن أنطق بكلم...

العوض الجميل

صورة
في كل فراقٍ كنت أظن أن شيئاً في داخلي انتهى،  لكن الأيام أثبتت أن الله لا يكتب الخسارة إلا ليمهّد للعوض ، وأن ما نحسبه كسراً .. ما هو إلا بداية بناءٍ جديدٍ فينا ،  ليست كل خسارة تُبكينا، فبعضها تصنع فينا حياة جديدة. وهنا بدأت حكايتي مع العوض الجميل. العوضي الجميل الذي يأتي بعد الصبر، عن التغيّر، والنضج، وعن كيف يُبدّل الله الوجع نوراً، حتى يُصبح الفراق بداية لحياةٍ أجمل مما كنا نحلم .  لم أكن أظن أن الله سيكتب لي بعد الفقد حياةً بهذا الجمال، ولا كنت أتخيل أن ما ظننته نهاية سيفتح لي باب بداية جديدة ، أنضج، وأصفى، وأجمل . في لحظة الوداع كنت أظن أن كل شيء انتهى ، وأن ما تبقى من الأيام سيُكمل طريقه مثقلاً بالخذلان ، لكن الله بلطفه الذي لا يُدرك إلا بعد حين كان يخبّئ لي عوضاً جميلاً لا يشبه شيئاً مما فقدت ، وكان يريد ان لا يرافقني في عوضي الجميل اشخاص ليست شبهي . بعد الفراق تغيّر فيّ الكثير…..  تعلمت أن أختار نفسي دون تردد ، وأن أضع كرامتي أولاً مهما كانت المحبة ، صرت أرى الحياة بعيونٍ أكثر نضجاً، لا أنتظر أحداً ليكملني ، ولا أعاتب من غادر ، لأن الغياب أحياناً علاج ، تغيّ...

لن أنسى كيف عاملتني وأنا في أمسّ الحاجة إليك

صورة
لن أنسى تلك الأيام الثقيلة، اللي كنت فيها مكسور ومتعب، أبحث عن كلمة تواسيني أو قلب يحتوي وجعي، كنت أنت الشخص الوحيد اللي وثقت فيه، الشخص اللي اعتقدت إنه ما راح يخذلني مهما صار ،   كنت أظن إنك بتكون سندي، لكنك كنت أول من تركني، وأول من خذلني وقت ما كنت بأمسّ الحاجة لوجودك. كنت أرجع لك رغم قسوتك، وأعاتبك ليس لأني أبحث عن خلاف، بل لأني كنت أريد ان نفهم بعض ، كنت أجادلك لأنني أتمسك فيك، لأن كل شيء بداخلي كان يخاف يفقدك ، كنت فقط أريدك تحس باللي فيني، وتفهم إن وجعي منك دليل إنك غالي عليّ،    مو ضعف أو زيادة اهتمام . لكن كل كلمة كنت أقولها صارت تزعجك، وكل محاولة تقرّب بينا كنت تشوفها    ضعف مني ،  حتى صرت أتصرف غلط، مو لأني تغيرت، بل لأنني انكسرت من كثر ما كنت أحاول وأنت ما حاولت معي بأي شي غير استفزازي لكي أغلط وأتصرف خطأ . كنت أقاتل لوحدي، وأنت تتفرج عليّ وكأن اللي بينا ما كان له معنى ، كنت قاسي معي لدرجة شكيت إذا يومًا فعلًا كنت تحبيني مثل ما كنت تقول انا احبك اكثر منك ، أين هذا الحب ؟؟ . كنت أحتاجك تبقى بجانبي، حتى لو بس بصمتك، لكن للأسف، اخترتِ الغياب ،تركتن...

اللي ما يعرف طعم الوفاء

صورة
ما كل من عاش معك عرف معنى الوفاء، ولا كل من شاركك الطريق قدّر تعبك وسهرك ، في ناس ياخذون الطيبة ضعف، والعطاء عادة، والوفاء عندهم مجرد شعار وقت المصلحة، يرفعونه حتى تنتهي حاجتهم منك، ثم يرمونه كأن ما كان له وجود. في هذا الزمن، صرنا نشوف وجوهاً كثيرة تتزيّن بالابتسامة، لكنها تخفي نكراناً ما له مثيل ، وجوه ما عرفت للوفاء معنى، ولا ذاقت طعمه الحقيقي. تعطيهم قلبك، وتمد لهم يدك، وتفتح لهم بابك كأنهم من دمك ولحمك، لكن أول ما يشبعون… يلفّون ظهورهم كأنك ما كنت يوم سبب في راحتهم. كنت أظن الخير يخلّد الأثر، والنية الطيبة تكفي لتزرع التقدير في القلوب، لكن للأسف، في ناس ما تشبع، مهما أعطيتهم، ومهما وقفت بجنبهم، ينسون كل شيء أول ما يلتفت لهم غيرك . تعبت وأنا أعاتب، وتعبت وأنا أبرّر، وتعبت وأنا أقول يمكن يتغيّر، يمكن يتذكّر ، لكن بعض الناس ما فيهم لا تقدير ولا أحترام ، يخذلونك وكأن الخذلان عندهم عادة، ويغيبون وكأنهم ما عاشوا يوم في ظلك ولا تنعّموا بوجودك . ما يوجعني النكران نفسه، بقدر ما توجعني الذكرى… الذكرى اللي تهمس لي إن هذا الشخص كان يوم أغلى الناس، وإنه كان يضحك بكلمة، ويبكي لو زعلت وسافرت عنه ...